إلى روح المرحومة الدكتورة بنان النوايسة
على وعدٍ أطبقَ رمشُ الشمسِ تلك الثواني..
على وعدٍ تدانتْ آفاقُ الأرض ،
وأطبقتْ ..
على وعدٍ تدلّتْ تلك النجمةُ ، وصاحتْ : آخْ ..
ثم أطبقتْ على خدِّ الأرض تقبلُهُ ،
وأنتِ يا ملكةَ الضياءِ تحملين روحَكِ إلى شُرفاتِ السماء،
وثنايا الرضا
وتصبّين نفسَكَ المطمئنةَ في قواريرَ القدرِ ،
وتنثرين دمَكَ
تشريناً ملوناً على ضفافِ القلبِ
تغادرين كالربيعِ
كالطيورِ المهاجرةْ ،
تغادرين مثل وردةٍ تاهتْ في الصباحاتِ الباكرةْ ..
وكأنّ الدنيا ليستْ دنياكِ ،
وأنتِ ، إذ تطوينَ العالمَ بين رمشيكِ
تبتسمينَ لنا
وتبتسمينَ لنا
وتبتسمينَ لنا
فنبكي ...
وتخلعين عمرَك على كفِّ البرزخِ
وتختفين ..
لماذا يا ابنتي هيّجتِ فينا الأسى
ومحابرَ الدمعِ
وصادرتِ منّا الكلماتْ ؟
لماذا يا ابنتي غابتْ معكِ
تباشيرُ الضُحى الماتعات ؟
لماذا زرعتِ فينا شجرَ الحزنِ دفلى ،
لماذا يا فرحَ الوعدِ طويتِ شراعَ العمرِ سريعاً،
ونحن ما زلنا على رصيفِ الرجاءْ ،
ما زلنا نبني قصائدَنا
على بحرِ اللقاءْ ؟
يا محبرةَ الدمع
هاكِ منّا عرائسَ الصمتِ الجميلْ
وبقايا سرابٍ
ومعانٍ وعويلْ ..
رحلتِ يا محبرةَ الدمعِ ،
وزرعتِ فينا بذورَ الرحيلْ ..
Nayef_nawy47@hotmail.com