خواءٌ فِكري
فرضته مُتغيرات العصر المُتسارعة
على جيلٍ يبدو أمامي هزيلاً مُتداعياً
يعيشُ خارج ما نُريده نحَنْ
بعُقول مُتعطلة
وطاقاتٍ مشلولة
وجُهودٍ مُشتتة
وكأنهم في قُمقمِ راكِدٍ لا يرغبُ في
صُنعِ حركةٍ تنموية
أو إثراءِ مشهدٍ ثقافي
بأي صورةٍ مِن الصُور
والإشكالية الأدهى والأمر
أنك تستشعر وجود هجمةِ من تيارٍ مُختلف عنهم تماماً
وكأنه يستهدف مُحاربتهم فكرياً
وحكرهم في دائرة
تضيق ولا تتسع
الأمر الذي أدى إلى وقوعهم في المَحظور
باستقطابِهم نحوَ توافهِ الأمور
فأشغلوهم ب(استار أكاديمي)
وَ(نَجم التشات) لهذا الشهر
وأفضل (تقليعة شَعر)
وَأجمل وَشم
ومقاطِع البلوتوث
ورسائِل الحُب والغَرام
وتبادل الصُور
والأرقام
و.. و.. و..
مزالق خطيرة، أكثر فتكاً من
(إنفلونزا الطيور، وجنون البقر، والخنازير)
كُلها تُساوِم على استهلاكِ
الشباب
وتصفيتُه جوهرياً!!
الشبابُ في كُل دولِ العَالم
هُم الوَتد
الذُخيرة
القِرش الأبيض.. المَخزون لليومِ الأسود
باللهِ عليكم..
ماذا أريدُ من شابٍ
مُدلل
يعتمدُ على أسرتهِ في كُل شيء
ينامُ.. ووالده يكدُ عليه
في الوقتِ الذي ينتظرُ منه أن يتحمل عنه
أو - معه - في أضعفِ الإيمان
مسؤولية الحياة!!
وماذا تنتظر مِن فتاة
تحتضن ال(لاب تُوب) أربعا وعشرين ساعة
من موقعٍ إلى آخر
وَمن مُحادثةٍ إلى أخرى
فغدى
خيرُ جليسٍ في زمانها
(الانترنت)
وبينَ هذا وذاك
ما علينا إلا أن نقرأ الفاتحة
ونترَّحم على الحياء والأحياء
وموتِ الفضيلة!!
واقعٌ مأساوي
يُؤكد أن شباب اليوم
(من الجنسين)
مُختلف تماماً عمن سبقَ
لَهم طريقة تعايشهم الخاصة مع المُجتمع
تَعالوا مَعي كُل نهاية أسبوع
إلى أماكن تجمُّعهم المَعروفةِ
وتوقَّعوا أسوأ الاحتمالات، تحرزاً لأي صدمةٍ
قد تُصيبكَم بغيبوبةٍ عميقة
رأيتُ
أطفالاً لا تتجاوزَ أعمارهَم الثالثة عشرة
يرتدونَ سواداً غريباً
(تي شيرت) مطبوعٌ فوقه رسوماتٍ غريبة
أنا أجزم أنهم لا يفهمون مغزاها
(جماجِم، ودماء، وقُرون شياطين)!!
رأيتُ جموعاً تتباهى
بنوعيةٍ سيئة جداً من (البناطِيل) الساقطة
Low waist
بمُؤخراتٍ.. المكشوفُ منها أكثر من المَستور
(تعالْ يَا وَلد) و(تعالي يا بِنت)
قِفوا أمام أنفسكم في المرآة
واسألوها
(يا ترى : لماذا تفعل ذلك؟!)
ماذا تُريد أن تقول للناس بمِثل هذا الِلبس؟
(إنتَ ذُوق!! إنتَ شِيك!! إنتَ على الموضة!!)
لا والله
لا ذوق ولا شياكة ولا مُوضة
إنها قِلة أدب
وانعدامُ دين
وأخلاق!!
رأيتُ
بنات يصبغون شِفاههم بالأزرق والأسود
وأظافر حمراء وخضراء وصفراء
خُصلات شعرٍ عجيبة
شباب بشعرٍ (مَنكوُش)
بأقراط أذن وخوِاتم، وَسلاسِل
ومَسحة من (المِيك أب)
و(مب) مشكلة إذا (حَف)
حواجبه، دقنه، وجهه بالكَامل
فهُم شباب (استايل)
(مُش دقة قديمة)
مثل آبائهم وأجدادهَم!!
نُحنُ لا نُريد استنساخَ جيلٍ مِن جيل
أشياءَ كثيرة تفرض فُروقاً بينَ الأجيال
نُحن نُريد
شباباً ذُوق، وعلى المُوضة، وفي مُنتهى الشياكة
وبنات في قِمة الأناقة والجَمال
الذي يبدأ بالعَقل، وينتهي إليه
دون عناد، أو اعتقاد أننا لا نفهمكم
أو التباهي بأنكم غِير!!
كُونوا غير (مُب مشكلة)
بس (غير) يُفرح (أهاليِكُم)
مُو (غير) يفشِّلهم
ويجعلهم يبحثون عن أقربِ حُفرةٍ
لدفنِ أنفسهم فيها
فمُشكلة المشاكل
أن الآباء هم الذين يُقذفون
في نهايةِ الأمر
بعدمِ تربيتهم
وأنا أجزم
- أنهم من ذلك..براااااء -!!
إليه حيثماااااا كااااااان
أعلمُ
أنكَ تَعلَم أني المرأة الوَحيدة
التي تُحبك بمقدار الحُب كله
أنتَ الوَطن
ويا لقداسة هذه الكَلمة
في نفسي!!
د. يسرية آل جميل
للتواصل :http://www.dr-aljamil.com