قام الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام سابقاً والأكاديمي والباحث المعروف مجموعة من رؤاه وأفكاره المميزة التي نشرها في أزمتة وأماكن مختلفة وحيث تقديمها مجتمعة لمتابعيه بين دفتي كتاب.
تظهر رؤى الدكتور السبيل هادئة عميقة متزنة وواضحة لها من شخص صاحبها نصيب، كما يدهشك في مواقع أخرى من الكتاب هذا الشجن الشفيف في مواقع أخرى من الكتاب هذا الشجن الشفيف والصوت الشجي مثل ناي حزين يهب الحياة دفئاً شهياً.. حيث يكشف الكتاب عن مقدرة أدبية ولغة رمزية موحية تتجلى في رسالة إلى غازي القصيبي ومقالات أخرى متعددة.
ويتضمن الكتاب رؤى نقدية ثقافية جادة يتقاطع فيها الدكتور السبيل مع بعض ما طرحه الدكتور عبدالله الغذامي في كتابه النقد الثقافي - قراءة في الأنساق الثقافية العربية وذلك في مقالة الغذامي بين الشعرنة والسياسة..
كما يتضمن الكتاب رؤية ثقافية استشرافية عن التحولات الاجتماعية التي تشهدها المرأة السعودية ويناقش بوعي مأزق المرأة مع النظرة السائدة.
كما ذهب الدكتور السبيل في كتابه إلى أن عالمنا العربي بحاجة إلى توحيد جهوده وتحويلها إلى مشروع متكامل للتعامل مع الآخر.
وقال إننا بحاجة إلى بلورة صيغة عربية وإسلامية واحدة يمكن أن تعبر إلى الآخر بصيغ متعددة..وأوضح أن ذلك يحتاج إلى أمرين:
1 - أن تتخلى المجتمعات العربية عن خصوصيتها الضيقة وتقبل بالعامل المشترك الأكبر لهذه الأمة.
2 - أن تكون الصيغة فكرية وثقافية تنأى عن الهيمنة السياسية.
كما تناول د. السبيل فكرة عالمية الأدب العربي حيث يرى أن الحديث عن العالمية يقود إلى قضايا الأدب المقارن.. وأشار إلى ما طرحه محمد زكريا عناني قبل عقد من الزمن حول أسباب عدم عالمية الأدب العربي وهل يعود ذلك إلى عيوب فينا أم في رؤية الآخرين لنا؟
وكذلك ما طرحه جبرا إبراهيم جبرا الذي يرى ضرورة توفر عنصرين للعالمية أحدهما توفر من يقوم بايصاله إلى الآخرين والعنصر الآخر أن يكون من داخله قادر على التأثير على الجزء الأكبر من الإنسانية بصرف النظر عن جغرافية المكان.
ويجزم الدكتور السبيل في أن ثمة أمراً لا خلاف فيه وهو ضرورة توفر هذا الأدب بلغات عالمية بحيث يتعدى حدود ثقافية وجغرافية وتتسع بالتالي قاعدته القرآنية.
الكتاب صادر عن دار المفردات وجاء في 221 صفحة من القطع المتوسط.