القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج :
تصدّرت القمة التي عقدت ليل الأربعاء بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وشقيقه الرئيس المصري حسنى مبارك، الصفحات الأولى للصحف المصرية والعربية.
كما جاءت في صدر النشرات والتقارير الإخبارية لوسائل الإعلام المسموعة والمرئية، حيث أكدت وسائل الإعلام بالقاهرة أنّ القمة المصرية السعودية بداية تحرك فاعل على صعيد محور الاعتدال العربي, وشددت وسائل الإعلام على أنّ تفعيل التنسيق السعودي المصرى يمثل خط الدفاع الأول عن المصالح العربية الجوهرية في مواجهة مخططات لأطراف إقليمية غير عربية لديها مطامع في الأرض العربية، أو تعمل على توظيف الحقوق العربية كأوراق في لعبتها الإقليمية، ورأت وسائل إعلام مصرية أن القمة السعودية المصرية قمة لإنقاذ العرب .. من الميلشيات المتطرفة التي تناوئ الحكومات الشرعية خاصة في لبنان .. البداية من صحيفة الأهرام شبه الرسمية، حيث أكدت أن الحل الوحيد لاستقرار المنطقة هو قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، مشيرة إلى أن الزعيمين عبد الله ومبارك شددا على ضرورة وجود سقف زمني واضح لأي مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومطالبين بتجميد الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة وتجاوز العقبات التي تعترض جهود السلام لتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع. وفى عموده اليومي بالأهرام «حقائق» قال إبراهيم نافع رئيس اتحاد الصحفيين العرب، إن الزيارة التي قام بها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لمصر, والتقى فيها الرئيس مبارك, بداية تحرك فاعل على صعيد محور الاعتدال العربي, فالعاهل السعودي بدأ جولة إقليمية مهمة للغاية, بدأت بمصر وتشمل لبنان وسوريا والأردن, للتباحث حول سبل دعم مواقف دول الاعتدال العربي ومحاولة استعادة اللحمة العربية. وفي تقديري أن هذه الجولة تستهدف بالأساس تفعيل التنسيق المصري السعودي، الذي بدا أنه يمثل خط الدفاع الأول عن المصالح العربية الجوهرية، في مواجهة مخططات لأطراف إقليمية غير عربية لديها مطامع في الأرض العربية، أو تعمل على توظيف الحقوق العربية كأوراق في لعبتها الإقليمية. وأضاف نافع أن جولة العاهل السعودي التي بدأت بمصر وتشمل سوريا ولبنان والأردن، إنما تستهدف البناء على ما تحقق في الفترة الماضية، إضافة إلى محاولة تفعيل مثلث القوة في العالم العربي، وهو القاهرة الرياض دمشق, لذلك نأمل أن تنجح هذه الجهود من أجل حماية لبنان ذلك البلد العربي الصغير, وتقوية وتعزيز الموقف الفلسطيني, إضافة إلى تقوية الموقف العربي المشترك, والأكثر أهمية في الوقت الراهن إعادة تفعيل مثلث القوة في العمل العربي المشترك. وفي صحيفة الجمهورية تصدّر عنوان بارز الصفحة الأولى يقول «قمة لإنقاذ العرب .. من الميلشيات الإسلامية» .. وفى التفاصيل كتب رئيس تحرير الصحيفة الكاتب الصحفى محمد علي إبراهيم يقول: إن القمة التي انعقدت بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس حسني مبارك، احتلت مكاناً بارزاً في الأخبار العالمية والمحلية .. فالتوقيتات في السياسة مثلها مثل الحرب .. كلما كان موعد اللقاء سابقاً لحدث هام، تكون النتيجة المنتظرة أكثر إيجابية وقوة المشهد في العالم العربي الآن في منتهى الخطورة .. الدول ذات الشرعية والسيادة أصبحت في كفة والميلشيات الإسلامية التي تناوئها وتعاديها في كفة أخرى، حيث يتصدّر المشهد الآن حزب الله اللبناني الذي خرج عن شعوره بعدما لاحظ التقارب السوري اللبناني الأخير مع زيارة متوقعة لبشار الأسد لبيروت لأول مرة قريباً، وأوضح أن تطورات الوضع في لبنان تنذر بالانفجار، وأشار إلى أن الموقف المصري السعودي بالنسبة للبنان واضح تماماً ولا يحتمل لبساً. وقد لعبت الرياض دوراً هاماً في مد الجسور بين سعد الحريري وبشار الأسد. كما قامت مصر بمساندة لبنان انطلاقاً من اهتمامها باستقراره وعدم تعرضه لما يهدد السلم الوطني فيه .. لا يمكن أن تقبل مصر ولا السعودية أن تلعب إيران في الوطن العربي من خلال عملائها فتقسم البلدان وتشيع الفوضي والفرقة. وتنشغل الحكومات والدول العربية بقضايا تأخذها بعيداً عن أهم أهدافها وهو رفع مستوى معيشة مواطنيها وتحقيق أعلى معدلات التنمية. وتابع إبراهيم أن توقيت القمة المصرية السعودية هام جدا لإفشال مخططات طهران في المنطقة .. إيران هدفها الواضح تقسيم البلاد العربية أو تحريك أبنائها ضد حكوماتهم في ظاهرة خطيرة .. حيث أصبحت الأخطار الداخلية أكثر من الخارجية، وأضاف أن القمة المصرية السعودية لا تهدف فقط لإنقاذ لبنان كما تردد، ولا إلى تحريك عملية السلام، ولكنها تهدف وفي هذا التوقيت بالذات إلى حماية الشرعية العربية من خطر الميلشيات الإسلامية التي تحركها طهران من على الشاطئ الآخر للخليج، لن تقبل مصر أوالسعودية أو حتى سوريا أن تتفرج علي الوطن العربي وهو يرهن مصيره وقراره وسيادته لطهران تتحكم فيه وفي أراضيه، وتدبر الانقلابات وتغير الحكومات والرؤساء بحجة دعم المقاومة وشن حرب مقدسة ضد إسرائيل. وأكدت صحيفة الأخبار أن القمة المصرية السعودية أكدت أن حل الدولتين هو الحل الوحيد للقضية الفلسطينية، وأن المنطقة لن تنعم بالاستقرار والأمن والتنمية بغير تحقيق هذا الحل في سياق إقليمي شامل، طبقاً لمرجعيات عملية السلام ومبادرة السلام العربية. وأضافت أن الرئيس مبارك وخادم الحرمين الشريفين شددا على ضرورة أن يكون هناك سقف زمني واضح لأي مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وضوابط خاصة بتنفيذ التزامات الأطراف ومعالجة كل قضايا الوضع النهائي، كما طالبا بتجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتجاوز العقبات التي تعترض جهود عملية السلام لتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع. ونقلت الصحيفة عن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد قوله إن التنسيق مستمر بين القيادتين السياسيتين في البلدين الشقيقتين، وقال عواد إن جدول أعمال القمة تناول العديد من الموضوعات الهامة, مشيرا إلى أن عملية السلام وجهود دفعها تأتي في بؤرة تركيز هذه المشاورات, وكذلك الوضع في لبنان والعراق والخليج, آخذاً في الاعتبار المواجهة بين الغرب وإيران حول الملف النووي الإيراني .. والوضع في اليمن وكل المستجدات على الساحتين العربية والإقليمية, وقال عواد: ولكن عملية السلام والوضع في لبنان يتصدران أجندة المشاورات.