Al Jazirah NewsPaper Friday  30/07/2010 G Issue 13819
الجمعة 18 شعبان 1431   العدد  13819
 
مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بوادي جازان لـ(الجزيرة):
التقنية الحديثة سبيل الدعاة للوصول إلى الناس وإقناعهم

 

جازان - خاص بـ «الجزيرة»:

طالب مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بوادي جازان الشيخ أحمد بن يحيى حسن رياني الدعاة إلى الله أن ينوعوا في أساليب الدعوة الحديثة مع ضرورة التمسك بالمبادئ والأسس الصحيحة في الدعوة وهي الاعتماد على الكتاب والسنة ومراعاة حاجة الناس ومصالحهم..

وأكد فضيلته في حديث ل«الجزيرة» على ضرورة أن تتواصل المكاتب التعاونية ومراكز الدعوة والإرشاد مع أفراد المجتمع والإسهام في تقديم الحلول المناسبة، والعلاج الناجح للمشكلات الاجتماعية التي قد يعاني منها الجميع، وفيما يلي إجابات الشيخ أحمد رياني على الأسئلة التي طرحت عليه.

تتمحور رسالة المراكز الدعوية, والمكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في الدعوة إلى الله، ونشر الدين الإسلامي بالأساليب الشرعية المباحة، نود منكم أن تسلطوا الضوء على هذا الجانب المهم؟

- إن الدعوة إلى الله تعالى أصلٌ عظيم من أصول الدين حتى ألحق عند بعض أهل العلم بأركان الاسلام لعظمته وفضله وقد قامت دولتنا المباركة منذ تأسيسها على نشر دين الله تعالى بين الناس وقد أسهمت المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات تحت مظلة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد إسهاماً كبيراً والجميل في ذلك هو أن هذه المساهمات متنوعة في ظل هذا التنوع الحضاري في وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وهاهي الكلمة الطيبة التي قال عنها رسولنا الكريم أنها صدقة وقد وصلت إلى كل بلد في هذه االأرض المباركة، كما أن وسائل إعلامنا بشتى أنواعها لها دور كبير في ذلك وأعظمها إذاعة القرآن الكريم التي تنشر الخير بإسلوب سهل جذاب كما لا ننسى المخيمات والملتقيات التي أصبحت تستهوي عدداً كبيراً من شرائح المجتمع لما تحويه من برامج منوعة في مادتها وكل ذلك بتوفيق الله تعالى.

هل بالإمكان أن تكشفوا للقراء أبرز المنجزات التي تحققت خلال العام المنصرم؟

- الحمدلله في العام الماضي 1430هـ نفذ المكتب برنامجاً على مستوى المنطقة يستهدف الشباب وهو برنامج التوعية بأضرار المخدرات والمعرض المصاحب الذي تم زيارته من مدارس المنطقة المتوسطة والثانوية ونفذ مع البرنامج عدة محاضرات وكلمات ومسابقة واحدة وندوة توعوية ووزعت أكثر من عشرين ألف مطوية وشريط في هذا الموضوع وقد لاقى هذا المشروع استحسان الجميع، هذا وللمكتب برامج آخرى منوعة منها توعية الجاليات بالدروس العلمية ودورات تعليم قراءة القرآن للناطقين بغير العربية.

الداعية إلى الله تعالى هو ركن الدعوة الذي لا تقوم إلا به، ومتى كان الداعية يتمتع بصفات علية رفيعة مميزة كان مؤهلاً لحمل الدعوة على الله وإيصالها إلى الناس واستجابتهم له وبمثل ذلك تقوم الدعوة إلى الله وبه يهتدي المهتدون ويقتدون، ما أبرز الصفات التي يجب أن يتحلى بها الداعية إلى الله؟

- لعل أول ما يتحدث عنه الانسان في هذا الموضوع العظيم هو الإخلاص لله تعالى فلا عمل إلا بالإخلاص للواحد الأحد وإلا كان هباءً منثورا فالداعية يجب أن يعمل لله تعالى وحمله لأمانة الدين تجعله أمام أمرٍ لا بد منه فإما أن يعمل بالإخلاص لله أو لا فإن كان عمله خالصاً تقبل منه وإلا فحسرةٌ وندامة، والصفه الثانية أن يكون من أهل السنة المحافظين عليها، والصفة الثالثة الفقه في الدين والعلم بما يدعوا له، والصفة الرابعة الحكمة في الدعوة وهذه الصفة تستلزم أن يكون حليماً صبوراً على الأذى فمن غير المعقول أن يكون الداعية حكيماً ولا يصبر على الناس من حوله فالداعية إلى الله يدعو بأخلاقه قبل لسانه.

قدوة الداعية في ذاته من أهم أسباب نجاح دعوته، وتقريب الناس إليه، وقبولهم لدعوته والاستجابة له، ما تعليقكم على ذلك من خلال قيامكم بهذا العمل المبارك الذي هو ميراث الأنبياء والرسل؟

- الحمدلله الذي شرفنا للعمل في الدعوة إلى الله والمؤمن يجب عليه أن يوجه الناس لكل ما ينفعهم، والقدوة في الداعية لها أثر كبير في قلوب الناس عامة ولذلك كان الرسول قدوةً قبل أن يكون نبياً في صدقه وأمانته وأخلاقه ولما صار نبياً اشتهر بين الناس لسمو أخلاقه وينبغى علينا أن نعلم أن الناس في هذا الوقت لاتقبل من داعيةٍ بعيدٍ عن السنة أو يتصف بصفات ليست بصفات المؤمنين، وعامة الناس ينظرون في الداعية دقائق الأمور التي لا يتنبه لها الداعية نفسه وإذا رأيت داعيةً موفقا يحبه الناس فاعلم أنه قد جاهد نفسه فوفقه الله تعالى ليكون قدوةً صالحةً للناس.

تنتشر في كافة المدن والمحافظات المراكز الدعوية والإرشادية والمكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد، كيف نقوي الدور الاجتماعي لهذه المراكز والمكاتب في المناطق الموجودة بها؟ وزيادة النشاط الدعوي؟ وما المطلوب لجعل عمل هذه المكاتب عملاً مؤسسياً ومتكاملاً؟

- إن المكاتب التعاونية ومراكز الدعوة بحاجة ماسة لهذا الدور حتى تستطيع الوصول إلى جميع فئات المجتمع ذكوراً وإناثاً ولعل البرامج الاجتماعية التي تعيش مشاكل الناس وتعالج قضاياهم هي من الحلول المناسبة.. كما أن التخطيط والتنظيم والتقويم للعمل الدعوي مطلبٌ فإن كان هناك هدف وخطة بإذن الله سيكون برامج اجتماعية ودعوية مميزة يستفيد منها عامة الناس.

كيف يمكن أن يحسن الدعاة إلى الله تبليغ الدين الإسلامي بالأساليب العصرية المرتبطة بتطور وسائل الاتصال المتنوعة وبالتالي استثمار تلك الأساليب والوسائل للوصول إلى أفضل النتائج في إيصال هداية البلاغ والبيان والتي تحقق لدين الله العزة والانتشار؟

- السبيل الأمثل في الإحسان في الدعوة إلى الله تعالى في ظل تطور أساليب الدعوة الحديثة هو تطوير وتدريب وتأهيل الدعاة وتوعيتهم للاستفادة من كل ما هو جديد في عالم التقنية وزمننا هذا يحتاج لذلك كما أن تعزيز التواصل بين الجهات الخيرية المختلفة القائمة على خدمة الناس والتعاون من أجل التكامل بين تلك المؤسسات الخيرية سيحقق لديننا الكثير من الإنجازات.

تختلف أفهام الناس وقدراتهم الفكرية والذهنية وهنا يبرز أهمية الخطاب الدعوي الموجه للمدعوين ما هي في نظركم أبرز ملامح الخطاب الدعوي وخصوصاًَ في هذا الزمن الذي تعددت فيه وسائل الإعلام والاتصال التي أصبحت عاملاً مؤثراً في تفكير الناس وتوجهاتهم وما المطلوب لتجديد الخطاب الدعوي المعاصر؟

- كما أسلفنا أننا في زمن تنوعت فيه الوسائل الحديثة فكان لزاماً على الدعاة أن ينوعوا في أساليب الدعوة الحديثة مع ضرورة التمسك بالمبادئ والأسس الصحيحة في الدعوة وهي الاعتماد على الكتاب والسنة ومراعاة حاجة الناس ومصالحهم فالشريعة وضعت لمراعاة مصالح العباد وفي ديننا صفة الاستمرارية فهو دين الماضي والحاضر والمستقبل وهو أيضاً دين بين واضح لا يخفى على أحد وإنما يحتاج الدين لمن يظهر محاسنه للناس فالخطاب الدعوي الحديث يحتاج لمن يقوم بهذا الدور فالمسلمون في كل مكان العالم يتطلعون لذلك كما أن أهل الديانات الأخرى يقفون مبهورين أمام هذه الحقيقة الغائبة عنهم فمتى ما كشفنا عن ديننا للناس بهذه الصورة السمحة فإننا سننجح في إقناع العالم بهذا الدين.

المجتمع المسلم وخاصة في عصرنا الحاضر يواجه العديد من المشكلات الاجتماعية، والأخلاقية، والفكرية ومما لا شك فيه أن الداعية إلى الله أحد المعنيين مباشرة في علاج مثل هذه المشكلات، ما المنهج المطلوب أن يتبعه الداعية في تقديم الحلول والعلاج المناسب لمثل هذه المشكلات؟

- ينبغى أن ننظر إلى أبناء المسلمين في كل مكان في العالم وكأنهم أبناؤنا وأن ما يحصل من مخالفات شرعية نتحمل نحن جزءاً منها لأننا كدعاة لم نقم بواجبنا كما يجب فالدعوة تسير وأهل الضلال يسيرون ولكن حتى الآن لا نجد الدعوة تسير بنفس السرعة التي يسلكها دعاة الباطل ولكننا متفاؤلون بتحقيق نتائج طيبة إن شاء الله وعلى الدعاة أن يعيشوا حال المسلمين وما يمر بهم من ضعف حتى يتمكنوا من النهوض بمجتمعنا وأن نتذكر أننا مطالبون بالتوبة جميعاً حتى نرتقي قال تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، والفلاح كلمة عامة تشمل الفلاح الاجتماعي والفكري والأخلاقي.

ما الجديد لديكم ولم يعلن بعد؟

- لدينا العديد من البرامج العامة أهمها مخيم دعوي للجاليات يشتمل على مجموعة من المحاضرات والدروس والمسابقات العلمية والترفيهية يستهدف العمالة الذين يعلمون في أماكن بعيدة عن القطاع العمراني ويتواجدون بأعداد كبيرة.. كما أن برامج التدريب والتطوير لمختلف فئات الشباب إحدى أهم خطط الكتب لهذا العام إلى جانب البرامج العامة من كلمات وندوات وحملات دعوية في مدارس البنين والبنات.





 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد