فاصلة:

(هناك أمران ينبغي أن يتحسنا وإلا كانت الحياة لا تطاق: إهانات الزمان ومظالم البشر)

- حكمة عالمية -

اهتم بعض الصحافيين من الطلبة السعوديين في بريطانيا برصد القضايا الإنسانية للخريجين الذين عانوا على المستوى الإنساني حتى تخرجوا من جامعات بريطانيا وذلك بمناسبة تخريج أول دفعة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث.

بدءاً نحن شعب مرفّه نسبياً؛ لكن ليس كل مواطن سعودي مرفهاً ونتاج أسرة غنية حتى تستطيع المكافأة الزهيدة أن تجعله يتعلم من الغربة أكثر من التخصص الذي اغترب ليحصل على شهادة علمية تؤهله للعمل وبناء أسرة.

هذا بالنسبة لطلاب البكالوريوس والماجستير لأنهم إما لم يبدؤوا حياتهم العملية أو ما زالوا في بداياتها.

أنا مع تجربة الغربة التي تدفع المرء إلى الاستقلالية وتحمل المسؤولية وتغيير الأفكار التقليدية إلى أفكار حضارية دون المساس بالدين، فالإسلام يبني الإنسان ليكون عضواً في المجتمع وليس منعزلاً عنه.

قضايا المبتعثين الإنسانية كثيرة منها ما هو اجتماعي مثل علاقة الزوج والزوجة التي تبدأ في الدخول في متاهات كثيرة وبسببها وجدت حالات من العنف الأسري في بريطانيا وربما في سواها من المدن.

الزوجة التي كانت في السعودية تقبل قمع الزوج مثلاً، في بريطانيا لم تعد تقبله وصارت تتصل بالشرطة البريطانية ويدفع الأطفال النتيجة حيث يحرمون من والديهم لفترة وتوزعهم مؤسسة الرعاية الاجتماعية ليعيشوا عند الأسر البريطانية لأن والديهم لا يصلحون لتربيتهم!!

وهذا متعلق بالناحية القانونية فمعظم الطلاب لا يعرفون القوانين في بريطانيا وهذا يورطهم في الدخول في دائرة مشاكل هم في غنى عنها.

أما من الناحية الثقافية فالمبتعثون أمام تحولات ثقافية مذهلة والذين يأتون من القرى أو حتى من المدن لدينا تتلبسهم الصدمة الثقافية ومن الصعب أن يتداخلوا بسهولة مع الإنجليز ويقبلوا ثقافتهم، والقبول يختلف عن الاعتناق!!

أما من الناحية الاقتصادية فمكافأة الطالب هي مبلغ رمزي والأهل في السعودية يرسلون إلى أبنائهم معونات مادية لكن ماذا نقول عن الذين أهلهم فقراء نعم فقراء، لا تعجبوا. أكثر ما يؤلم أن يشعر الطالب أن بلده التي أهدته البعثة كتجربة فريدة للعلم والتعلم لا تعرف شيئاً عن معاناته المادية بل، ديونه.

ومع كل ذلك توجد نماذج سعودية متفوقة ومتميزة أثبتت أن العقل السعودي لديه القدرة على الابتكار لكن ماذا عن الذين تعثروا فلم ينجحوا، هل سألناهم لماذا خسروا حلمهم وخيبوا أمل أهليهم وبلدهم؟