يسعى المتطوعون عندما يباشرون عملاً ما إلى كسب الأجر والمثوبة من الله، وتقديم خدمة إنسانية للمجتمع، وتسجيل شيء يعتزون به ويفاخرون عندما يتذاكرون أيهم قدم عملاً طيباً في حياته. إن المتطوع لا يرغب في مكافأة مادية، ولا ينتظر أجراً لما قدم، إنه يتطلع إلى التقدير والاحترام، واعتبار أن عمله هذا واجب نحو وطنه ومجتمعه يقابل بتقدير معنوي، إشادة أمام أقرانه، وشهادة توثق أعماله، وسجل دائم يذكر الآخرين بإنجازه.

إن الأعمال الكبيرة التي قدمها المتطوعون والمتطوعات من أبناء محافظة جدة ومن خارجها، خلال كارثة السيول التي اجتاحت المحافظة في الثامن من ذي الحجة لعام 1430هـ وتقديم العون والمساعدة للجهات الخدمية من قطاعات الدولة -مدنيةً وعسكريةً- ليسجل لهم بماء من ذهب، وستظل جدة تذكر هذا العمل الإنساني لهم مدى الحياة، وسيظل هذا الجيل يحكي للأجيال القادمة هذه السمفونية الرائعة التي عزفتها أنامل أبناء جدة.

إن الحفل الذي رعاه أمير مكة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز بمناسبة تكريم المتطوعين والمتطوعات الذين شاركوا في خدمة أبناء جدة من كارثة السيول وإصدار أوامره لمعالي أمين محافظة جدة بإنشاء حديقة عامة تحمل أسماء كل أولئك الذين شاركوا في هذا العمل الإنساني النبيل، لهو تكريم يستحقونه بكل جدارة، كما أنه لفتة كريمة من لدن سموه الكريم ستكون بإذن الله بداية لحفلات قادمة يكرم فيها أبناء الوطن عند كل إنجاز يخطونه على خريطة هذا الوطن المعطاء.

شكراً سمو الأمير، شكراً أيها المتطوعون والمتطوعات، وإلى عطاءات قادمة يسجلها أبناء هذا الوطن على كل شبر من أرضه الطيبة.