فقدت الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى يوم الأربعاء الماضي أحد نجومها المتميزين ممن عاصروا أهم مراحلها الإنشائية وساهموا في دعمها (فنياً) قبل نصف قرن من الزمن .. إنه نجم الشباب ومنتخب الوسطى في الثمانينيات الهجرية الراحل فهد بن منيف الشهير بلقب (سعدا) الذي وافته المنية إثر نوبة قلبية داهمته في منزله عن عمر يناهز 67 عاماً.
- والفقيد ولمن فاته قطار المعرفة عن نجوم الأمس الرياضي كان يُعد من أبرز المدافعين في المنطقة الوسطى وأكثرهم تألقاً في تلك الأيام الخوالي .. بدأ حياته الرياضية مع فريق نجمة الهلال عام 1379 المنبثقة من نادي الهلال، وحظي الفريق الذي كانت أعمار لاعبيه تتراوح بين 15 إلى 16 عاماً، بدعم مباشر من رائد الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى الشيخ عبد الرحمن بن سعيد .. ولعب النجم الراحل في صفوفه قبل أن يتحوّل ويستقل بمسمّى (نجمة الرياض)، وبعد الدمج الشهير مع فريق الشباب عام 1388، انتقل - رحمه الله - إلى شيخ الأنديه ومثّله في خط الظهر حتى عام 1394، وغادر الملاعب الرياضية بعد سنوات امتدت لـ 15 عاماً بسجل سلوكي نموذجي كسب به احترام الجميع. عُرف عن الفقيد رقي التعامل ونبل الأخلاق، فعاش كريم النفس عفيفاً، رغم قساوة ظروفه المادية والمعيشية، لاسيما بعد تقاعده من عمله براتب ضئيل لا يكفي لسد رمقه ورمق أسرته الكبيرة وهو يقبع في بيت متواضع.., هاتفته ذات يوم وطلبت منه نشر حالته الاجتماعية والمادية والصحية المتردية عبر (الجزيرة)، وأكدت له أنّ قلب أمير الشباب (سلطان بن فهد ) كبير بأعماله الإنسانية ومبادراته الخيرية، ويتسع لكل من ناشده وقت الأزمات والمعاناة، لكنه رفض ذلك معللاً سبب الامتناع أنه يفضل العيش في ستر والرضاء بما قسم له، رغم قساوة المعيشة ومرارة الحياة وصعوبة الحال .. فضلاً عن تردي الوضع الصحي، مع ذلك كان - رحمه الله - دائم البشاشة والابتسامة التي لا تفارق محيّاه، وروحه الطريفة التي أكسبته محبة كل من تعامل معه عن كثب، وكان يجسِّد الصبر في أحلك ظروفه .. هكذا عاش النجم الخلوق فهد بن منيف، وهكذا كان يزرع في قلوب الآخرين بذور المحبة والمودة، فجاؤا أيام العزاء لتقديم نتاج أو حصاد ما زرعه في نفوسهم ووجدانهم من تعامل مثالي وخلق رفيع .. جاؤا بمشاعرهم ووجدانهم معزّين .. داعين .. مترحّمين على فقيدهم .. تغمّده الله بواسع رحمته.
- عزاؤنا الوحيد أنّ أمير الإنسانية (سلطان بن فهد) صاحب القلب الكبير والأيادي البيضاء التي امتدت لتطوّق أعناق المحتاجين والضعفاء والمساكين .. دائماً ما تكون مواقفه النبيلة والأصيلة حاضرة في مثل تلك الجوانب الإنسانية، ومبادراته الكريمة لاشك تمتد لتصل إلى سواحل أسر الرياضيين المكلومين، وأسرة النجم الراحل الذي خدم الحركة الرياضية في أصعب مراحلها .. قبل أكثر من أربعة عقود زمنية، تنتظر لمسة وفائية إنسانية من القلب الكبير تخفف عنها مرارة الفقد وأسى الرحيل.
المحرر