عندما يتناول الكاتب قضية ما وموضوعاً يدخل ضمن اختصاصات وزارة أو مؤسسة حكومة أو أهلية فالواجب أن تبادر إدارة العلاقات في تلك الوزارة أو المؤسسة إلى الرد على ما تناوله الكاتب، وتوضح ما خفي عليه أو ما لم يعرفه الكاتب أو حتى تفنيد آراء ذلك الكاتب إنْ كان متحاملاً أو مندفعاً أكثر في كتاباته. وكلما بادرت إدارة العلاقات بسرعة الرد، وتضمين ذلك الرد الحقائق، وتناولت الأمر تناولاً صادقاً، اقتنع المتلقي بصدق عمل تلك الوزارة أو المؤسسة ومَنْ يديرها سواء كان وزيراً أو مسؤولاً كبيراً.. إلا أن هذا الإجراء المطلوب يتغافل عن القيام به الكثير من إدارات العلاقات العامة؛ فهي حتى وإنْ تكرّمت بالرد تتجاهل النقاط التي يُراد إيضاحها، وتُركّز على نفي ما أورده الكاتب من مواضيع، وهكذا يكون الرد تأكيداً لما أراد الكاتب تسليط الضوء عليه؛ لأن القارئ فطن وذكي، والدفاع المتحمس عن أداء المسؤول الذي يتعارض مع ما يراه ويتابعه المواطنون يكرس الاتهام ويثبته.
الردُّ على ما تتناوله وسائل الإعلام، وبالذات الصحف المقروءة، من قِبل كُتّاب الزوايا الذين يتابعهم القراء، يجب أن يكون رداً صادقاً وواضحاً.
وهنا، ولكي يتعلم ويستفيد مَنْ يريد أن يوضح الحقيقة، ويرغب في أن يكون تعقيبه شافياً ووافياً، بل وحتى مقحماً لا يقبل الجدل، فعليه أن يدرس الردود والتعقيبات التي يقوم بها سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض؛ فهي رغم قلتها إلا أنها تصلح لأن تُدرَّس لمن يريد أن يرد على ما يُكتب عن وزارته أو دائرته وحتى عن نفسه.. فقط يجب أن يكون رده صادقاً وواضحاً كما يفعل الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي تكاد ردوده على الكتّاب الصحفيين تكون بحوثاً موجزة عن الموضوع أو القضية المطروحة التي يصادف أن تكون الصحيفة نفسها التي يكتب فيها ذلك الكاتب قد أوردتها وأوضحت حقيقتها، إلا أن بعض الكتّاب لا يقرؤون كما بعض المسؤولين لا يردون.
jaser@al-jazirah.com.sa