حدث خلاف بين المديرية العامة للدفاع المدني وبعض إدارات وزارة التربية والتعليم بخصوص الدخول لمدارس البنات في الحالات التي تستوجب تدخل أفراد قوة الدفاع المدني. وتوقعت حينها أن يثمر هذا الخلاف عن الوصول إلى آلية واضحة وصريحة بهذا الشأن، خصوصاً أن الأمر هنا يتعلق بسلامة بشر، وإنقاذهم بإذن الله من الموت، وليس بقضية ثانوية مثل أرصفة الرياضة أو تضليل الزجاج الخلفي للسيارات.
إن موقف أولياء أمور الطالبات، سواءً في المدارس الابتدائية أو المتوسطة الثانوية أو حتى الجامعية، وفي أنحاء المملكة كافة، وبعد عدد من الحوادث التي شهدتها بعض المباني المدرسية، سينحاز بشدة إلى الموافقة على دخول أفراد قوة الدفاع المدني لأية منشأة تعليمية في حالة الحوادث التي تستوجب تدخلهم. أما المعارضون من بعض إدارات وزارة التربية والتعليم، فهل سبق لهم الجلوس الجاد لمناقشة كيف يدربون الطالبات على خطة طوارئ في بداية كل سنة، لتمكينهن من التعامل الصحيح أثناء وقوع حريق أو خلافه، لا سمح الله؟!
يجب علينا دوماً، أن نقف بحزم أمام كل من يحاول أن يلخبط في أولويات السلامة، كأن يضع المحافظة على غطاء الوجه أكثر أهمية من السير إلى جانب رجال الدفاع المدني للنجاة -بحول الله- من النيران. طبعاً، كلنا نتمنى أن ننقذ كل بنات المدرسة دون أن ينكشف وجه إحداهن، لكن الضرورة تبيح المحرمات، فكيف بسقوط شيلة أو عباءة إنسانة تحيطها النيران من كل مكان؟!
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال في هذا الشهر الفضيل، وجعلها خالصة له.