لأجمل شهور العام.. رمضان الكريم.. تحلو المقالات عن التاريخ والماضي بحلوه ومره.. فلن تستسيغ الحلو لو لم تلعق العلقم.. وإلا تكون حياتك علقماً في علقم.. هذه حكمة الله في خلقه.. {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ}.. وأي شيء خارج المعاناة والمكابدة.. يصبح طعمه رائعاً وجميلاً.
في رمضان أترحّم كثيراً على والدي - رحمه الله -.. وعلى أموات المسلمين - رحمهم الله -.. وأدعو بطول العمر لأبينا جميعاً خادم الحرمين الشريفين الذي نحبه كثيراً.. ملكاً وقائداً وأباً رحيماً بشعبه ووطنه.. وأسأل الله أن يحفظه ويحفظ هذا الوطن الذي نعشقه بجنون ما بعده إلاّ جنون قيس بليلى رغم اختلاف الحب.. ولكن للعشق خصائصه ومقوماته متشابهة وإن اختلف ذلك المحبوب.
وبالعودة للماضي الرياضي القريب أو البعيد.. أقص عليكم (حدوتة) تروقون بها صيامكم.. وتجزون بها الوقت.. وللمتعصبين والمتنطّعين أقول لهم دعوها لما بعد الإفطار.. فالحقائق أحياناً مزعجة.. وبعد هذا التحذير المبطن.. أدعوكم إلى (حدوتة اليوم).. ففي حقبة التسعينات الهجرية.. كان نادي النصر يعاني من (فقر) جماهيري شديد خاصة في نصف الحقبة التسعينية الأولى.. وكان من ذكاء النصراويين الإيعاز لمن يضع جدول المباريات أن تكون مباريات النصر والأهلي مباشرة بعد مباريات الأهلي والاتحاد.. وكان الأهلي يفوز بسهولة على جاره الاتحادي الذي كان في أسوأ حالاته.. لتأتي مباراة النصر عقبها مباشرة فتكون قوية ومثيرة ويحاول النصر الفوز بالمباراة (بشتى) الوسائل.. وهذا فيه لفت نظر لجماهير الاتحاد نحو من يأخذ بثأرهم مباشرة.. ومن يناصب الأهلي العداء بطريقة عنيفة جداً.. بل كانت تأخذ مدى أوسع من مجال كرة القدم.. ومع الأيام أصبحت تلك الجماهير الاتحادية تتعاطف مع النصر بشكل آلي.
كان ذلك في منتصف حقبة التسعينات الهجرية.. كما أسلفت، إذ شهدت الساحة تنافساً كبيراً بين الأهلي والنصر وغياب شبه كامل لناديي الهلال والاتحاد.
أيضاً الأهلي كان يعاني وقتها من محدودية جماهيره.. وكان يسعد بالمباريات التي تكون في مدينة الرياض ليسعد بدعم جماهيري لا يجده في جدة.. وذلك من قِبل جماهير نادي الهلال.. حتى أنه في إحدى النهائيات - وأعتقد كانت ضد فريق الشباب - حملت الجماهير الهلالية لاعبي النادي الأهلي على الأعناق سيراً على الأقدام من ملعب الملز إلى موقع إقامة الفريق الأهلاوي وفي حوزتهم أغلى البطولات وهو كأس المليك المفدى.
استمر الحال على ما هو عليه حتى أصبح النصراويون يتمنون إقامة مبارياتهم ضد الأهلي في جدة ليحفلوا بتشجيع جماهير الاتحاد.. وكذلك الأهلاويون كانوا يتمنون ملاقاة النصر في الرياض للافتكاك من جماهير الاتحاد التي تؤازر النصر بجنون.. وأيضاً ليحوزوا على الدعم الجماهيري الهلالي الهائل هناك.
وفي إحدى المباريات بين الأهلي والنصر لم يحدد لها ملعب.. فبدأ الناديان كلٌ يرغب في لعب المباراة الفاصلة في مدينة الفريق الآخر.. واستطاع النصراويون إقامة المباراة في جدة.. وحينما كان اللاعبون في طور الإحماء.. سوية تحت مدرجات الدرجة الثانية آنذاك.. قال مسؤول نصراوي كبير لإداري الفريق الأهلاوي أحمد عثمان بما معناه كنتم تريدون المباراة في الرياض ولكن جبناها هنا في جدة.
أقول قولي هذا للتاريخ الذي لا يكذب ولا يتجمّل.. ولكن أسجل هنا أصالة النصراويين.. فلم يتنكروا يوماً للاتحاد وجماهيره.. رغم الهنّات بل الأخطاء التي يرتكبها الاتحاد في حق النصر إلاّ أنهم يعتبرونها (نيران صديقة) وكأنها لم تكن.
هذا وأصبح للناديين الآن جماهيريتهما الكبيرة.. ولكنها بالتأكيد لم تبلغ جماهيرية الهلال والاتحاد.. خصوصاً في الحقبة الأخيرة التي تعطّلت فيها بطولات الفريقين الأخضر الساحلي والأصفر العاصمي.. بينما تألق الأزرق العاصمي والأصفر الساحلي ليزيدا شعبيتهما الجارفة.. يشاركهما نادي الشباب بقيادة القبطان البلطان.. هذا الرئيس الاستثنائي.
نبضات!!
لا أعرف سبباً واحداً يجبر اتحاد الكرة ببدء دوري زين في (آب اللهاب).. فبعض المباريات أقيمت في أفران وليست ملاعب.. علماً أن توقف الدوري سيكون بعد الأسبوع الثالث وكأنك يا أبا زيد ما غزيت!!
رغم الخسارة واستحقاق الرائد لفوز صريح على الشباب.. إلاّ أنّ الشباب سيغرد متفرداً خارج السرب اعتباراً من القادم.. وذلك لوجود لاعبين على كفاءة عالية وأيضاً لوجود رجل المرحلة خالد البلطان الذي يستطيع إعادة التوازن لفريقه بكل يسر وسهولة.. هذا الرئيس الذي استطاع جعل ناديه المرشح الأول للبطولات منذ الموسم الأول لرئاسته للشباب العتيد.. بطولة الدوري لهذا الموسم إذا ذهبت لغير الشباب فهي خطيئة كرة القدم وكفرها وغدرها.. ولرؤساء الأندية الأخرى.. أقول اعملوا ما يفعله خالد البلطان داخل النادي وخارجه من عمل مضن ٍ وشاق لعلكم تحصلون شيئاً من نجاح هذا الرجل الاستثنائي وناديه الأكثر من رائع رغم الخسارة الأولى!!
بطولة الدوري لن تخرج بحال من الأحوال عن الشباب والاتحاد والهلال مع مناوشات أهلاوية نصراوية ليس إلاّ.. والذي يقول غير هذا فهو يتمنى فقط!!
متى ينعتق الأهلي من الهيمنة الشرفية النصراوية.. وكلنا رأينا المدافع محمد عيد يمثل الفريق الأصفر وهو ما زال عائداً من العلاج ولم تكتمل لياقته!!
شخصياً حصل لدي إحباط شديد.. فقد كنت أعتقد أنّ رجال العميد أقوى وأكبر مما أظهرهم عليه اللاعب نور.. هذا اللاعب الذي خذل المنتخب الوطني في مشاركاته له.. وها هو يخذل ناديه بصورة يندى لها الجبين.. ولكن النمور بفوزهم على الاتفاق ألغوا في نظري تسلُّط نور عليهم.. وسيعود نور صاغراً لناديه صاحب الفضل عليه!!
رحم الله الفقيد
انتقل إلى رحمة الله المغفور له بإذن الله الشاعر الشعبي.. والإعلامي الكبير الشريف فيصل بن علي البركاتي..
فاللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسّع مدخله, اللهم اجعل له من فضلك ورحمتك وجنتك حظاً ونصيباً.. اللهم آمين.. أحسن الله عزاءكم ذوي بركات.. ونخص أبناءه وعائلته و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.