صدر عن اللجنة الوطنية للطفولة كتاب بعنوان (لنتعلم كيف نربي) ألفته الدكتورة وفاء السبيل.. ويعد الكتاب من أهم الكتب التي صدرت مؤخراً في مجال تربية الأطفال.
وتقول المؤلفة في مقدمة الكتاب: مع تسارع المتغيرات الاجتماعية والضغوط اليومية التي تواجه الوالدين والدور المتوقع منهما تزداد الحاجة إلى الكتب التربوية المبسطة التي تقدم للآباء والأمهات حلولا عملية في كيفية التعامل مع أطفالهم بشكل يومي.. وهذا الكتاب محاولة جادة لسد هذه الثغرة في الكتب التربوية.
وقد اشتمل الكتاب على عدد من الأبواب.. وتحت عنوان لابد من ضوابط لابد من حدود تقول المؤلفة:
إن أكبر عائق يعيق ضبط الأطفال هو التدليل، والتدليل يعني تحقيق رغبات الطفل والاستجابة لها حتى وإن كانت غير مناسبة أو تضره، ولابد أن يضع الوالدان ضوابط لتربية أبنائهما وهو ما يمكن أن نسميه بالتأديب ويعني أن تعلم وتوجه لا أن تعاقب، وتأديب الأطفال يحتاج إلى الكثير من الصبر والفهم وقبل كل شيء كثير من الحب والرحمة وذلك كي تبنى جسور الثقة والاحترام بين الطفل ووالديه.
وتحت عنوان (الأطفال والأسرة) أكدت المؤلفة على أهمية أن يكون هناك تقاليد أسرية تشعر الأطفال بالانتماء.. وقالت:
احرص على تخصيص وقت للأسرة يومياً وليكن وقت الطعام حيث يجتمعون على مائدة واحدة ويتبادلون الأحاديث ويتفاعلون مع بعضهم.
خصص فسحة دورية للأسرة يخرج فيها كل أفراد العائلة للتنزه بطريقتهم الخاصة.
اجعل بعض القرارات الأسرية مشتركة أي شارك أبناءك بالقرار ولو بالتعبير عن رأيهم خاصة في الأمور التي تمس الأسرة كلها (شراء سيارة، شراء منزل، قضاء الإجازة).
وعن علاقة الأطفال بالدراسة قالت المؤلفة إن روضة الأطفال أصبحت ضرورة في مجتمع اليوم خاصة مع خروج الأمهات إلى العمل، وقالت إن ذهاب الطفل إلى الروضة أفضل بكثير من بقائه في المنزل مع الخادمة أو المربية لأن الطفل يخالط أطفالاً مثله ويتعلم مهارات كثيرة مهمة جداً لطفل اليوم وبقاؤه في المنزل يحرمه من ذلك كله.
وتحت عنوان (استغلال أوقات الأطفال) أشارت المؤلفة إلى نقطة هامة وهي أن الطفل يكتسب كثيرا من عاداته وسلوكياته في مراحل عمره الأولى وقالت: فمن هذا المنطلق ينبغي استغلال مراحل الطفولة كلها في سبيل إكساب الطفل كل ما يسهم في تكوين شخصيته.
يذكر علماء النفس والتربويون أن شخصية الطفل تتشكل في السنوات الست الأولى من عمره فالطفل يولد وهو يحمل صفات وراثية من والديه ولكنه في الوقت نفسه يكتسب عاداته وسلوكه ومهاراته وقيمه ومبادئه من البيئة المحيطة به وأهم مؤثر فيه هو الأسرة لذلك فإن ما يغرس من قيم في نفس الطفل في هذا العمر يسهم في سلوكه وتعامله عندما يكبر.