في بداية تعلقي بالفن كان والدي يوجهني للمحاكاة والنقل من الواقع ولم أكن على قناعة بذلك، فكنت أبحث عمّا هو جديد في نظري، إلى حين أفقت على حقيقة ما يقصده من وراء ذلك، بأن المحاكاة والنقل من الواقع هي المفتاح للخروج بما هو جديد ومبتكر، وهي الخطوة الأولى والأساس في عالم الفن وصناعة الفنان، وليست هي الفن ذاته، فامتلاك القدرة على المحاكاة من أهم العوامل المساعدة لصناعة الفنان.
والفنان الحقيقي يمتلك إلى جانب هذه المهارة والقدرة على المحاكاة قدرات إبداعية وابتكارية، وتكون إما في الخامة أو الفكرة أو في التنفيذ، وانجحُها الإبداع والابتكار في الفكرة والأنجح من ذلك إذا اجتمعت هذه الأنماط الثلاثة في العمل.
وقد اتخذ العديد من فناني المملكة العربية السعودية من المحاكاة طريقًا لهم ومنهم من حاول الإبداع والابتكار في الخامة، واتضح الابتكار في التنفيذ في أعمال آخرين، وظهر الابتكار في الفكرة جليًا في أعمال البعض الآخر، ومنهم من جمع بين أنماط الابتكار في أعماله لتمثل فن خاص بهوية سعودية.لذلك الفنان يحاكي العناصر في الواقع ليدرسها بشكل جيد لينتج منها صيغًا ورموزًا جديدة ومبتكرة، وللخروج بعمل رمزي أو تجريدي أو سريالي أو أي عمل آخر تكون محاكاة الواقع أساسًا له لإنتاج صياغة جديدة لما هو مُحاك.
وللفن معادلة خلاصتها: (أنا أُحاكي لأبدع وابتكر وأُنتج ما هو غير مألوف ومختلف عمّا قمت بمحاكاته)، المحاكاة + الإبداع + الابتكار = الفن
