الدكتور فالح بن محمد الصغير الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية صدر له مؤخراً كتاب بعنوان (مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان) عند دار المسلم للنشر والتوزيع، اشتمل على عدد من الأبواب منها: أهمية دراسة السيرة، وحكمة الصيام ومقاصد الصيام.. وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم في الفطور والسحور، وكثرة الأعمال الخيرية في رمضان، وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم في قيام الليل، وفي العمرة ونماذج عملية من أخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وقال المؤلف: ومن هديه صلى الله عليه وسلم بيانه أن صيام رمضان مكفر للخطايا والسيئات يمحو الله به الذنوب والآثام ولاشك أن الإنسان معرض للخطأ والزلل ويعتريه النقص والخلل فإذا ما جاء رمضان وصامه العبد المسلم غفر الله له ذنوبه وكفر عنه سيئاته، روى مسلم في صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر).
وعن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في الفطور والسحور قال المؤلف: للرسول صلى الله عليه وسلم أحوال مع رمضان في دعائه وذكره وقراءته وتدبره، وجوده وإحسانه كما أن له أحوالا مع أكله وشربه في رمضان فطراً وسحوراً ولاشك أن هديه في ذلك أكمل الهدي فيحسن بنا أن نقف على ذلك الهدي وأن نتبع ذلك الأثر.
والسحور هي أكلة الختام في آخر الليل ولقد اهتم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ورغب في العناية بها وتعاهدها وكان يسميها باسم حسن كما أخرج أحمد والنسائي رحمهم الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عليكم بغداء السحور فإنه هو الغداء المبارك.
وتكرر هذا الاسم الطيب في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السحور فقد أخرج الشيخان وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (السحور كله بركة).
وعن كثرة الأعمال الخيرية في رمضان، يقول ابن القيم رحمه الله: كان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات فكان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن في رمضان وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة وكان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة فيقول (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) وصلاة التراويح من قيام رمضان وهي سنة مؤكدة أكد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم حيث روى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد فصلى بصلاته ناس ثم صلى الثانية فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح قال: رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم).
وعن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وسلوكه وتعامله يقول المؤلف: إن من نعم الله علينا أن نحيا في ظلال سيرة هذا الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم القولية والعملية نحيا سلوكه وتصرفاته ونتمثلها أمام أعيننا نظريا وتطبقها في واقع حياتنا عمليا سواء ما يتعلق بأخلاقه وسلوكه وتعامله.
لقد جمع من الصفات الحسنة أفضلها ومن الأخلاق الكريمة أزكاها ومن السمات الفاضلة أعلاها ولا أعظم من وصف الله سبحانه وتعالى له بها في وصف جامع كريم حيث قال سبحانه وتعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.