كيف تريدني أن أناديك أبا يارا أم أبا سهيل أم الوزير أو الأديب والشاعر أم أناديك بغازي الاستثناء كلها أسماؤك التي تزيدك فخراً وتطرب مسامع محبيك. أم أدعوك بظاهرة القرن التي لا تتكرر عادة إلا بعد عقود طويلة، لقد حبست أنفاس محبيك طيلة مرضك، وكنا نرقبك لتعود لنا أكثر إشراقة وصحة لكنك آثرت الوداع فكنت صادقاً في توقع رحيلك وإبحارك إلى عالم آخر، فكانت إرادة الله أن تغيب إلى الأبد، لكن حرفك وإبداعاتك ستزيد تدفقاً وستشغل الساحة الأدبية والإدارية والاجتماعية، وأنت في غيابك الأبدي عنها وستكون أبا سهيل استثناءً حتى بعد رحيلك.. رحمات ربي عليك يا غازي يا من تقبلت المرض بصبر المؤمن المحتسب ولم يتوقف عطاؤك وأنت على سريرك توجه لخدمة الوطن وتنثر إبداعات الحرف وتتواصل مع محبيك وكأن المرض تحفيز لاستمرار العطاء الذي هو سر سعادتك لوطنك وأن الإنسان يعطي حتى تتوقف أنفاسه.. كنت وزيراً لوزارات ورجلَ ثقةٍ ووفاءٍ لولاة الأمر -رعاهم الله- فمنحوك الثقة والحب.. وكنت سعيداً بالعطاء فكنت أكثر شجاعة، ونافحت على عدة جبهات فلم تنهزم، انتصرت مراراً وحمدت مراراً فكانت طروحاتك ورؤاك هي السائدة، واستمر عطاؤك وكثر أحبابك.. أبا يارا لازلت أحتفظ بخطابك اللطيف الذي توجت توقيعه بأخيك بخط يدك الذي يعبر عما تكتنزه من أخلاقيات ومبادئ الأخوة والمواطنة وتواضع المسلم المؤمن بربه؛ أيها الغائب الحاضر كيف نعزي فيك ونرثيك، هل نعزي سهيل أم يارا أو أسرتك، فأسرتك الوطن كله وأحبابك الوطن كله.. رحمات ربي عليك ورضوانه. وعزاؤنا للوطن كله ووداعاً أيها الغالي الحبيب.