مع حلول إجازة الصيف وبعد أن يتنفس الناس الصعداء نظير ما بذلوه من جهد طوال العام تغيرهم اللهفة لقضاء إجازة ممتعة ينسون معها التعب والكدر ويتطلعون إلى سياحة داخلية في ربوع الوطن تغنيهم عن التوجه إلى الخارج والاستمتاع بمقدرات الوطن خاصة وأن هناك جهودا فعلية مبذولة تشهدها بعض مناطق المملكة ومحافظاتها كل عام حتى هذا العام 1431هـ وذلك بإقامة فعاليات وبرامج ومهرجانات تقوم عليها جهات حكومية ممثلة ببلديها وأماناتها كالقصيم والأحساء مثلا والتي لاقت فعالياتها الصيفية نجاحاً ملموساً يستحق الإشادة نظراً لما تحويه من متعة وترفيه مشمولين بالفائدة والعائد الاقتصادي، وفي المقابل هناك مناطق ومحافظات لم تقدم المأمول والمنتظر منها فباءت مساعيها بالفشل بسبب العشوائية في التخطيط واللامبالاة في التنظيم وعدم الخروج من إطار التقليدية فلا جديد ولا مفيد والمصيبة الأعظم إن كل ذلك يصاحبه تصوير إعلامي يزيف الواقع بوصف غير منطقي وتدليس للحقيقة.
وإن بذل جهد فهو سريع ووليد اللحظة لا يؤدي المطلوب كما هي الوجبات السريعة تسد الجوع ولكن تجلب معها أضرارا أكثر، وبالإضافة إلى سوء التنظيم فهناك سوء في التنسيق والتنفيذ كالزخرفة والتجميل العشوائي والإنارات والإضاءات التي وزعت دون دراسة أو ذوق فني سليم، ومن يقوم بذلك لا يعلم بأنه يسبب نوع من أنواع التلوث البيئي وهو (ضوضاء الطريق) والتي لا طائل منها سوى زيادة الارتفاع في درجات الحرارة في المواقع المقامة فيها الفعاليات وكأننا لا نعاني من طبيعة جو حار مع قلة المسطحات الخضراء الملطفة للأجواء كل ذلك وغيرها من العوامل - هي - التي تبعد الزوار وطالبي المتعة والترفيه عن موقع الفعالية، فلماذا يحدث كل هذا وما الذي ينقصنا لنكون أفضل وأجمل؟ هل هو ضعف الدعم أم هو انعدام التعاون وروح العمل الواحد؟! خاصة إذا علمنا أن المحافظة تزخر بكم هائل من أبنائها المثقفين والمبدعين ممن يملؤهم الحماس ويمتلكون الأفكار لصناعة سياحة داخلية جاذبة.
(*) الفنان التشكيلي