كتاب (المطر) للأستاذ فواز بن عبدالله الجريسي حوى أكثر من جنس أدبي: المقالة والقصة والشعر والخاطرة.
وجاء على الغلاف الأخير عبارة جميلة تقول:
(تأليفي كتاب لا يعني أني شخصا ملائكيا ومثاليا بل أنا بشر وأقع في الأخطاء وأحتاج النصح).
وعن سبب تسمية الكتاب بالمطر، قال المؤلف في المقدمة: اقتنصت اسم المطر واخترته لكتابي لاستبشار الناس به وبما بعده. فالمطر يُنتظر.
يقول المؤلف تحت عنوان (خالف تعرف):
قيل: لو سكت من لا يعلم سقط الاختلاف.
غفر الله لمن قالها، وغفر الله لمن نقلها، وغفر الله لمن حفظها، وبارك الله فيمن طبقها.
نعم كثيراً ما نجد أناساً ليسوا بالقلة يتحدثون فيما لا يفهمون بل ويورد لك الحجج والبراهين والأدلة والشهود وكل ما أتى به يُستدل به عليه، فإنك تعجب للمرء في جلسة واحدة تجلسها معه وهو يتحدث عن مواضيع مختلفة، ويسهم بكلامه في شتى المجالات، لست ضد المشاركة بالرأي ولكني أرفض تماما الحديث على طريقة: إني هنا فاسمعوني!
فأحدهم حينما يمر موضوع اقتصادي تجده عضواً في مؤسسة النقد، وحينما يمر موضوع طبي بحت يتحدث عن جزئية مهمة وحساسة: إذا بك تسمع لرئيس مركز الأبحاث العالمي، يقول: ولكني أرى كذا وكذا، ثم يفتح موضوعا رياضيا وهو كما يقال ثقافة العامة فينبري له صاحبنا ويدلي بدلوه.. وهكذا إلى أن ينفض المجلس.
صحيح أن هناك موضوعات عامة مشتركة متداولة بين الجميع ولكن دقائق الأمور لا يصح أن يتحدث فيها إلا أصحاب تخصص فيها فإذا للجميع حرية الرأي وحرية التعبير لكن ليس على حساب الآخرين فإن لهم الحق أن يستمعوا إلى من يملك المعلومة لا إلى من يحاول امتلاكها.