ستونَ مرّتْ.. والعذابُ
هو العذابْ
لا شيء َ في عمري سوى
وجع ٍ شديد ٍ
واغترابْ
ستونَ مرّت يا سرابْ
ها قد سرقت ِ جداولي ومدائني
حتى اليبابْ !
وبعثت ِ للقلب ِ المعنّى باقة ً
فيها أزاهيرُ الحِراب ْ
وسجنت ِ نورًا باهرًا ما كان يجرؤُ
أنْ يواريَه ُ حجابْ
فأخذتُ أجثو باكيًا
أرنو أماميَ لا أرى إلا ضبابْ
وكأنّ من تحتي عُبابْ
كالنار ِيُحرقُ مُهجتي .. ينقضُّ
فوقي كالشّهابْ
ماذا تبقىّ يا سرابْ ؟!
يبُستْ عروقي والرّبابة ُ بانتحاب ْ
هل تعرفين ربابتي ؟!
أنت ِ التي دمّرت ِ أحلامَ الرّبابْ
وقتلت ِ شيئًا في الهوى...
مزقت ِ أوراق َ الكتاب ْ
لا تُنكري
كلُّ الدلائل ِ حاصرتك ِ الآنَ
سربًا من ذئابْ
لا تنكري
إنّ الخِضابَ على الأنامل ِ
من دمي
وأراك ِ تختالينَ زهوًا بالخضاب ْ!
يا لَلعُجاب ْ!
هلْ تقتلينَ وتنكرينْ ؟!
هل تسرقينَ وتنكرينْ ؟!
يا لَلعُجاب ْ!
ستون مرّتْ من عذابْ
يا ليتَ قلبي ما رأى يومًا سرابْ
يا ليتَ قلبي
حين عاش َوقد هوى
لمْ ينجرفْ في نهرها
نهر ِ السرابْ
ستون مرّتْ ..
والسرابُ هو السرابْ
لا شيءَ في عمري سوى وجع شديد ٍ
والعذابُ هو العذابْ !.
- الرياض