رحمك الله يا أبا سهل فقد كنت أمة في رجل .. وهبك الله بسطة في العقل، وأخرى في الحكمة والرأي والعلم .. تعدّدت مشاربك، وتنوّعت مواهبك، وسبقت زمانك وأقرانك.
|
ملكت القلوب، وأسرت النفوس، وأجمع الناس على أنك نسيج وحدك، وفريد عصرك علماً وثقافة، وشعراً وأدباً، وإدارة ودبلوماسية..
|
وجه عليه من البهاء سكينة |
ومهابة تجري مع الأنفاس |
وإذا أحب الله يوما عبده |
ألقى عليه محبة في الناس |
لقد جعلت يا غازي شانئيك وهم ولله الحمد قلة من الحاسدين، والمؤدلجين، يلهثون وراءك يائسين. حتى تقطّعت بهم السبل وترنّحت البقية الباقية منهم أسفل قامتك السامقة
|
كل العداوة قد ترجى إماتتها |
إلا عداوة من عاداك من حسد |
لقد عرفت قدرك هذه الدولة السنية أعزّها الله، فأولتك ثقتها وتمسّكت بشخصك القوي الأمين على مدى ثلاثة عهود .. عهد الملك خالد، وعهد الملك فهد - رحمهما الله -، ثم عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رجل الإصلاح والنهضة والانفتاح، إنه إذا كان أحد وزراء بني العباس يلقّب بذي الوزارتين، استثكاراً لهذا الأمر، فأنت والله ذو الوزارات، فكم من وزارة تقلّدتها فبلغت بها الذروة، وكم من عمل دبلوماسي تولّيته فكنت نعم الممثل للدولة.
|
لقد تركت لنا يا أبا يارا إرثاً ثقافياً مختلفاً ألوانه .. أدباً راقياً، وشعراً متألقاً، وروايات مبهرة.. وخبرات وتجارب في السياسة، والوزارة، والإدارة، وقدوة في الأخلاق والأمانة والنزاهة، وهي أخلاق الإسلام العظيم، وأنت من يمثل اعتداله وتصالحه مع مختلف الأديان والثقافات.. فلله درّ القائل:
|
لا حد يظن أن الرجولة بالاشناب |
تبطي النساء ما جابن اشباه غازي |
حقا إنك الاستثناء كما تبنّت ذلك في إصدارها عنك هذه الصحيفة الغراء.
|
فرحمك الله رحمة واسعة يا أبا سهيل، وأسكنك فسيح جناته، فأنت من قلّ أن يجود الزمان بمثله.
|
المجمعة |
|