الحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وأنعم علينا بنعمة الأمن والسلام تحت رعاية حكومتنا الرشيدة التي اتخذت من الإسلام دستور حكم، ومنهج حياة، فحمت حمى الإسلام ودافعت عنه ووقفت مع أهله وأمته في كل مكان وصلى الله وسلم على خير خلقه من أمته، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فبقدر فرحنا واستبشارنا بشهر الخيرات والبركات الذي هل علينا باليمن والخير، زادنا ولي أمرنا وإمامنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فرحاً واسبتشاراً وسروراً وطمأنينة حينما أصدر أمره الكريم بحسم فوضى الإفتاء التي خاض فيها بعض طلاب العلم ممن ليسوا أهلاً لها، فأوقعوا الأمة بفتن عظيمة، وغيبة ونميمة، إضافة إلى ما تورطوا فيه بتشكيك الناس بعلمائهم الربانيين وتمكنهم من علمهم وسعة اطلاعهم وقوة فهمهم وقدراتهم العلمية ممن فتنوا بالشهرة وحب التسلق على حساب ثوابتنا الدينية ومعتقداتنا الإسلامية، وإلا فهم يدركون بقرارة أنفسهم شذوذ هذا القول وضعفه ويعرفون ردود الفعل التي تحصل بسبب هذا القول وهذا الرأي من الأقوال والآراء المرجوحة بل والشاذة ولكن هدفهم هو إظهار أنفسهم وهو من باب (خالف تعرف).
أو أنهم يملكون قدرات علمية ومخزونات فقهية لم يطلع عليها غيرهم، وإلا فأين هذه العلوم وهذه المخزونات؟ لمَ لم تظهر من قبل، ولمَ لم يعرفوا بها قبل ذلك؟!! فاختاروا هذا الوقت الذي كثرت فيه الفتن وقل فيه الوازع الديني، وكثرت فيه المغريات والأهواء التي تصد عن دين الله، فزادوا الناس ظلمة وفتنة وحيرة حتى جاء حامي حمى الشرع المطهر والقائم على تطبيقه بهذه البلاد المباركة الملك التقي العادل الذي يستشعر مسؤوليته أمام الله وحبه لعباده ورعاياه في هذه البلاد الطاهرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، وحرصه على دين الله وشرعه المطهر من عبث العابثين، وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ممن يدعون العلم والمعرفة في أمور الدين ليضع حداً لهذا العبث بالفتوى الذي ابتليت به الأمة في السنوات الأخيرة حتى حيرت الناس وصارت التزاماً بما تقتضيه السياسة الشرعية في اجتماع الكلمة وتوحيد الصف ونبذ الفرقة والاجتماع على أمر الدين ودرء الفتنة والفوضى والفرقة والقضاء عليها في مهدها وحسماً لمادة الشر، فديننا هو أعز ما نملكه في هذه الحياة وهو عصمة أمرنا ومصدر سعادتنا ونصرنا، فإذا حافظنا عليه حفظنا الله ونصرنا وقوى عزيمتنا على أعدائنا من أصحاب الأهواء والبغي والعدوان.
فجزى الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خير الجزاء على هذه الهدية القيمة في هذا الشهر المبارك الذي تضاعف فيه الحسنات إلى أضعاف كثيرة وأجزل له المثوبة والأجر العظيم، وجزاه عما يقدمه للإسلام والمسلمين في جميع أنحاء المعمورة أعظم الجزاء وجعل ذلك في موازين حسناته يوم يلقاه راضياً مرضياً بعد عمل صالح وعمر مديد إن شاء الله. وصلى الله على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.
د. عبدالرحمن بن فايز الحربي
قاضي الاستئناف بمحكمة الاستئناف بالرياض