بصراحة لن أجد حرجاً إن قلت إن جمهور النصر أصبح اليوم أكرم وأوفى من ناديه وخصوصاً مع لاعبي النادي سواء لاعبي كرة القدم بمختلف قطاعاتها أو لاعبي الألعاب الأخرى، حيث أثبت جمهور الوفاء والكرم أنه الرقم الصعب، وأصبح يمنح ناديه أسبوعياً مئة وخمسين ألف ريال وخمسين ألف ريال لأحد لاعبيه اليوم في ظل عزوف أعضاء الشرف الداعمين وهيمنة شركة (ماسا) على موارد النادي من دخل المباريات في ظل صمت غير مبرر من مسؤولي الرياضة السعودية متمثلة في رعاية الشباب وعدم التزام الشركة بدفع ما عليها من مستحقات والسماح لها بالاستمرار في الحصول على الرعاية الكاملة، ولكن لا ينسد باب إلا ويفتح الله عدة أبواب فكرمه وعطفه ورحمته فوق كل شيء.
واليوم يتواصل الحديث في كل مكان عن هذا الجمهور الظاهرة، الجمهور العاشق والمحب، فعلى الرغم من تعدد الإدارات وشح البطولات وقلة الإنجازات وكثرة «الصراعات»، إلا أن هذا الجمهور الوفي، الأصيل، أصبح مضرباً للمثل، وأصبح يدر على خزينة ناديه أكثر مما يقدّمه من يدّعون الحب والدعم وهم يحصلون على أكثر مما يدفعون. واليوم أجد أن الكرة أصبحت في ميدان الإدارة واللاعبين ليقدموا ولو جزءاً بسيطاً ورد جزء من الدين لهذا الجمهور العريق والعظيم الذي أثبتت اللقاءات الثلاثة الماضية للفريق أمام نجران والفتح والتعاون عظمته، حيث لم تزعزعه القلاقل ولا الصراعات ولا الهيمنة غير المبررة، فكل شيء عمله هذا الجمهور حتى الحوافز أصبح هو من يمنحها لناديه ولاعبيه بعيداً عن الاستفتاءات!
كم أنت عظيم يا جمهور الشمس، جمهور الوفاء والكرم!
ما بين ساحب الشيكات ودافعها
كل ما يخطر على بالك قد يحدث في نادي النصر، وفي أقل من شهر تحدث مفارقات ومتناقضات غريبة جداً، فما زال عشاق العالمي يتذكّرون ما حدث من أحد مدّعي حب النصر الذي حاول إفساد أهم صفقات نادي النصر عندما خذل رئيس النادي وقام بسحب المبالغ التي قدّمها على أساس أنها «سلفة» وليست دعماً، وهذا الشخص لم يكن صادقاً مع العالمي وجمهوره في مناسبات عدة مثل إقامة أكاديمية الأمير عبد الرحمن (الوهمية) طبعاً، وتكفله بإعادة المبالغ التي حصل عليها المدرب فوكي بوي بتوكيل أحد أشهر المحامين وكلها كانت كذبة غير كذبة (إبريل) وكانت للدعاية والبروز الذي ساعده خلالها (جوال النادي) الذي يسيطر عليه، واتضحت الحقيقة أخيراً وذهب ولن يعود، في المقابل نجد أن الأخ العزيز سلمان القريني قد حرَّر ليلة انتهاء فترة التسجيل أكثر من (17) شيكاً من حسابه الخاص للاعبين ليحصل على توقيعاتهم على مسيّرات رواتب شهرين بعدما أعطت الإدارة جميع اللاعبين شيكات بكل أسف (بدون رصيد)، وقد كان تصرف القريني حكيماً إلى درجة ممتازة جداً وإلا لم يكن أمام اللاعبين إلا التوقف عن التمارين وعدم النزول للملعب، وهذا ما هددوا به قبل تدخل القريني ومنحهم الشيكات البديلة من حسابه الخاص في تضحية يجب أن تكون مقدَّرة من جميع عشاق الرياضة بصفة عامة وليست النصراوية فقط، لأن ما عمله من الصعب اليوم أن نجد من يقوم به حتى ولو كان عضو شرف مقتدراً، وهنا يتضح الفرق بين من يأتي ليعمل ويضحي لينتج، وبين من يأتي ليكذب ويحصل على (رسالة جوال) أو (بيان دعائي) لا يسمن ولا يغني من جوع، فكم نحن بحاجة إلى أمثال القريني ويا خوفي أن تذهب أموالك يا أبا حمد مثل أموال النادي عند (ماسا)..!
وعاد نور و(بس)
بصراحة، ما حصل خلال هذا الصيف وما تبعه من أيام حتى انطلاق دوري «زين» من مشاكل وتصاريح وبيانات ومداخلات واتهامات وكلها بسبب اللاعب القضية (نور) حتى وصلت إلى الطرد والكرامة وأخيراً عاد اللاعب وكأن شيئاً لم يكن، عاد وهو شامخ، عاد حتى إن (المشرف) هو من يقود السيارة التي تقل نور..
لقد عاد بعد غياب وامتناع عن التدريب مدة خمسين يوماً، ولقد عاد بعد أحاديث صحفية وإساءات لشريحة كبيرة من البيت الاتحادي وبعد أن استمتع باللعب في (الحواري)، والمحزن أنه بعد عودته يقول: (رجعت إلى بيتي الثاني)، وكأنه كان قادماً من رحلة تأهيلية، أو علاجية، ورغم ما أحدثه من انقسامات ومشاحنات شرفية غير مسبوقة، إلا أنه عاد بكل برود. والسؤال: أين العقاب المنتظر، أين بنود العقد؟! وما هو دور مسؤول الاحتراف في النادي؟ مع العلم بأنها ليست المرة الأولى ل(نور).. هل بإمكان أي لاعب محترف أن يقوم بنفس ما قام به نور؟! أين الأنظمة والقوانين؟!
احترم كثيراً رجالات الاتحاد، وخصوصاً الشيخ (عبد المحسن آل الشيخ) وأعرف مكانتي لديه، ولكن هل يرضى أن تهان كرامة الاتحاد وأعضاء شرفه الأصيلين من لاعب بالإمكان أن يذهب ويأتي غيره؟!
نقاط للتأمل
- الخطوة الموفّقة التي قام بها الأمين السابق لنادي النصر فهد الثنيان بتقديمه خمسة آلاف تذكرة في مباراة الفتح قلَّلت من احتقان الجماهير ضد المتعهد ومنعت من حدوث ما لا يحمد عقباه بعد إعلان النادي دخول الجماهير مجاناً.
- تجميد رخصة القحطاني ودفعه ثلاثة مائة ألف ريال وقد تضاعف مستقبلاً قرار موفّق من لجنة الاحتراف وسيكون رادعاً لجميع الوكلاء الذين يعملون دعاية وهمية لموكليهم.
- حتى وإن فاز فريق الشباب في ثالث مباراة له، فما زال غير مقنع، وليس هو الشباب الذي نعرفه رغم ما يقوم به رئيسه ونائبه من مجهود ملموس ومعروف لدى الجميع، ولكن ابحثوا فلديكم شرارة هي سبب ما يحدث!
- «الرمح من أول ركزة»، هذا هو حال التحكيم «من جرف لدحديرا» والأمور واضحة منذ بطولة النخبة، فقد حذّرت وما زلت أحذّر والقادم أصعب وأمر وسترون.
- أنا متأكد أن جميع الأندية ومنسوبيها لديهم قناعة كاملة بأن التحكيم المحلي سيئ جداً ولن يكون هناك تطور ويحبذون الحكم الأجنبي، ولكن العين بصيرة واليد قصيرة «ما فيه فلوس»..
- كان الحكام يأتون من أي منطقة في العالم مقابل ثلاثة عشر ألف دولار، أي ما يعادل ثمانية وأربعين ألف ريال وبعد تكفّل الأندية أصبح المطلوب مائة وخمسين ألف ريال.. مَنْ المستفيد من مضاعفة المبلغ ثلاث مرات؟!
- مهما هبط مستواه ومهما انخفضت لياقته، يظل اللاعب (سعد الحارثي) الرقم الصعب في الخارطة النصراوية، فعندما يلعب يصنع الفرق ويقلب المعادلة والدليل المباراة الأخيرة.. نزل وسجّل وصنع.. نعم إنه أبو مشعل.
- تقول إحدى المطبوعات إن هنالك شركة عربية ستقوم باستفتاء جديد عن الجماهيرية وأي الأندية أكثر جماهيرية.. يا جماهيرنا العزيزة: أرجو ألا تضيعوا فلوسكم ووقتكم باستغلال سخيف، فكل ناد له جمهوره ومحبوه.
- «العشر» مباركة، وصياماً وقياماً مقبولاً إن شاء الله، ونلتقي عبر جريدة الجميع «الجزيرة» ولكم محبتي.