يكاد يكون مهرجان تمور القصيم، هو من أبرز أحداث الشهر الماضي، إذ ازدانت أسواق بريدة وعنيزة (أو عنيزة وبريدة) وغيرهما من مدن المنطقة، بأفضل أنواع التمور، ووصل أسعار بعضها إلى أعلى مستوى يمكن أن يصل إليه التمر، مما يعطي انطباعا بأن تجار هذه السنة قد حققوا أرباحاً طائلة، زادهم الله من نعيمه.
أمامي نقطتان، أريد أن أسوقهما فيما يتعلق بهذا المهرجان السنوي الحافل دوماً بأجود الأصناف وبأغلى الأثمان. النقطة الأولى تتعلق بنقل هذا المهرجان من مستواه المحلي إلى المستوى الخليجي على الأقل.
فمعروف أن أهالينا في الكويت والإمارات وعمان وقطر والبحرين، يشدون الرحال إلينا في هذه المواسم لشراء التمور الفاخرة وحتى المتوسطة، مشكلين نسبة مهمة من رواد هذا السوق ومن دخله الاستثماري. فلو أن الدولة رعت إنشاء مهرجانات للتمور في هذه الدول المجاورة، لربما فتحت المجال لمزيد من المستهلكين لهذا السوق. وسوف لن يكون التمر وحده هو الذي سينتقل إلى هناك، بل ثقافة التمر وثقافة أهل التمر، وهما ثقافتان من ثقافاتنا المميزة.
النقطة الثانية التي أحرص على أن تأخذ نصيبها من الضوء، هي إعطاء الفرص لصغار مزارعي التمور، كما هي معطاة لكبارهم، وألا تذهب الأرباح الطائلة للكبار، في حين لا يكاد الصغار يحصلون على رؤوس أموالهم. فبالعدل وبالتوزيع المتساوي للفرص، سيضع الله في هذه المهرجانات الخير الكثير للجميع.
|
|
باتجاه الأبيض العدل «السكَّري» سعد الدوسري |
|