منذ زمن طويل بثَّ الوعيُ الأخلاقي وحدةَ الإنسان والوطن، مُعَبِّراً عن هذه الوحدة بمفهوم «الوطنية» التي تُعَدُّ صيغةً غنيَّةً تحمل في مضمونها تلاحمَ وتوحيد الناس في إطار وطن واحد تمثل الشعور بالرباط الأخوي والمواطني، والمشاركة في تأكيد هوية الإنسان وتوحيد عمله ونشاطه من أجل رفعة الوطن.
وتتجلى الروح الوطنية اليوم في أجمل صيغها التأريخية مستندةً على قيم روحية أرسى دعائمها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - في أجمل نموذج توحيدي محقق على أرض الواقع في القرن العشرين. لذا فإن التكوين العفوي العميق للإنسان السعودي يدفعه للبهجة والاحتفال في هذا اليوم، كلٌّ بطريقته، مُعْتَدَّاً بما تحققَ له، ومُفَاخِراً بما ينتظره، حيث حُظي المواطن بقيادة جعلتْ منه بوصلةً لعملها من أجل راحته ورفاهيته، وقبل ذلك من أجل أمنه وسلامته.
والوطنية بمظاهرها الاحتفالية تُعَبِّرُ عن درجة مهمة في طريق التطور، بحيث تتحول الصيغ العفوية الأحادية إلى بيئة اجتماعية، لتكون جامعةً حدودَ الوطن ومواطنيه وقادته في نسيج واحد تحت راية واحدة رفعها عبد العزيز بن عبد الرحمن وسار بها أنجاله الملوك ثمانين عاماً تخفق تحت سماء الله بكلمة التوحيد، وقبل ذلك تخفق في قلبٍ واحدٍ اجتمعت عليه قلوب 24 مليوناً من أبناء وبنات المملكة العربية السعودية، لتكون بلادنا مساحة من الحب والفرح، وتعلو هامات الرجال والشباب ترقص فرحاً، والأمهات يخطن من دعائهن سياج الوطن..
لهذا نفرح وبذلك نفخر..
***