Thursday  23/09/2010 Issue 13874

الخميس 14 شوال 1431  العدد  13874

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

تتعدى أهمية الجوائز التي تمنحها الدول والمنظمات العالمية، في مختلف المجالات العلمية والإبداعية والإنسانية بوجه عام‏،

تتعدى - في نظري - أهداف الاحتفاء والتحفيز والتكريم المجرد لمن يستحقها إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير‏. إنها تسلط الضوء من جديد على العديد من قضايا المستقبل المشترك للبشرية‏,‏ بل وتزيد الوعي الحضاري بها‏,‏ وتدفع المتخصصين من العلماء والناشطين في مجالات العطاء المختلفة، تدفعهم إلى بذل المزيد من الجهد في خدمة البشرية من خلال نوافذ «التسامح» و»التواصل» الإنساني الإيجابي. إن الجوائز السامية تحترف صناعة الاتجاهات نحو الإبداع الإنساني في مختلف المجالات التي تنفع البشرية وتأخذ بيد الإنسان أياً كان إلى مستقبل مشرق بالعطاء والتفاؤل من أجل حياة تتميز بالسلام والعدل والتسامح. ولذلك جاء قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- بإنشاء (مؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للأعمال الخيرية والإنسانية) والتي تأتي تتويجاً لنهج العطاء الخيري الذي أرساه -حفظه الله- لخدمة الإسلام والمسلمين والإنسانية جميعها، وترسيخاً لمفهوم مملكة الإنسانية الذي صار مقروناً باسم هذه البلاد المباركة، فلا تذكر إلا ويذكر البر والإحسان. ولعل من حسن الطالع أن يأتي إعلان هذه الجائزة مع احتفالنا بمناسبة اليوم الوطني، لنعبر للعالم أجمع أننا نحن السعوديين نحب الخير ونسعى للسلام، بل ونساهم في صناعة مستقبل البشرية من خلال الاحتفاء بالرموز الفاعلة في نشر ثقافة التسامح والسلام، وتحقيق الرفاهية، وتطوير العلوم في العالم اليوم.

إن مؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود العالمية للأعمال الخيرية والإنسانية جاءت تصديقاً للمبادئ السمحة التي تكرس ثقافة «المحبة» و»التعايش» وتنبذ ثقافة «التطرف» و»العنف»، إنها رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رائد عمليات «فصل الأطفال السياميين» الذين رسم من خلالهم خارطة الطريق نحو «مملكة الإنسانية» التي نعدها نحن السعوديين نقلة نوعية في مواجهة النظرة النمطية تجاه كل ما هو سعودي في بعض البلدان. وهذه الجائزة هي ترجمة عصرية لمعاني التكافل بين المسلمين، ومد أواصر التعاون والتكاتف فيما بينهم، مصداقاً لقوله - صلى الله عليه وسلم - (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم أو يكشف عنه كربة أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً.. الحديث)، وقوله عليه الصلاة والسلام (مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر). كما أنها ستقدم بحرفية عالية بعيداً عن أساليب المواجهة والمباشرة، عناية الإسلام بالعمل الخيري والإنساني، وما يمثله من تنمية حضارية للشعوب والمجتمعات الإنسانية من خلال الدعوة إلى الله، وبناء المساجد والمراكز الإسلامية، والعناية بأحوال المسلمين في العالم أجمع، ورفع قيمة الحوار بين أتباع الحضارات المختلفة والأديان السماوية. لقد جاءت هذه الجائزة شكلاً احتفائياً جديداً من قيادتنا الرشيدة بيومنا الوطني، لتنشر هذه المؤسسة الوليدة ثقافة مختلفة تبشر بمرحلة جديدة من تحقيق الغايات والمقاصد النبيلة التي تبناها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رائد الإصلاح في الداخل والخارج - أيده الله - من أجل خدمة دينه ووطنه وأمتيه العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء. اليوم الوطني والجائزة رسالة سعودية خالصة للعالم في مجالات العمل الإنساني، وترسيخ قيم ومبادئ الحوار، والتسامح، والسلام، والحد من الفرقة، ونبذ العنف، ومكافحة الجريمة بكل أشكالها، ليبقى هذا اليوم الأغر (1) (الميزان) معيناً متجدداً للأجيال البشرية بحيوية تأريخ وإرث المؤسس الراحل الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله- مؤسس وباني هذا الكيان العظيم.

أخيراً كل عام ووطني البهي جائزة لمن يستحقه من أبنائه العاملين المخلصين له ولقيادته الرشيدة.

 

كل عام ووطني جائزة
سهم بن ضاوي الدعجاني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة