بالرغم من أن السباحة في المسابح العامة والخاصة ليست من ثقافة شعب الجزيرة العربية بسبب التصحر وندرة المياه وقلة الأمطار، ونوع الحياة القاسية التي عاشتها تلك الشعوب؛ إلا أنهم قاوموا فكرة التصحر بأن هيأوا لأنفسهم مسابح داخل بيوتهم واستراحاتهم يسبحون فيها آناء الليل ومعظم النهار.. وقد يتكلف إنشاؤها مبالغ مالية كبيرة، هذا عدا المسابح الجاهزة.. وكلها تحتاج للصيانة الدورية والنظافة الدائمة بسبب سوء الأحوال الجوية.
وبرغم التحذيرات من خطورة السباحة في تلك المسابح وما يحدث فيها من حالات الغرق المتكررة، إلا أن الكثير لا يدرك خطورة عدم الالتزام بها إلا بعد وقوع المصيبة! فضلاً عن توسلات وزارة المياه وتحذيرها من مغبة الإسراف في استخدام المياه حتى في الزراعة وتقليص الإنتاج الزراعي بسبب ندرة المياه، وعمدها إلى تحليتها من البحر وجلبها على بعد مئات الكيلو مترات.
هذا عدا عن التنبيهات الصحية من خطورة مياه المسابح، حيث أشارت دراسة إسبانية إلى أن السباحة في المسابح أو الأحواض المغلقة التي تستخدم الكلور كمادة مطهرة ليست أمراً صحياً.
وركزت الدراسة التي نُشرت في إحدى الصحف الإسبانية الاثنين 13سبتمبر2010م على الآثار السامة المحتملة على المستوى الجيني للسباحين.
ونتيجة لخطورة الأمر فقد ذكرت وكالة (فرانس برس) يوم الثلاثاء 14 سبتمبر2010م أن عدداً من الباحثين في مركز الأبحاث الوبائية البيئية (كريال) ومن معهد الأبحاث التابع لمستشفى (دل مار) قد درسوا العلاقة بين المواد الكيميائية الناجمة عن عملية تطهير مياه الأحواض والآثار (المحولة) التي تحدث تحولات دائمة في الحمض النووي الريبي (دي إن إي D N A) لدى السباحين.
وقارن الباحثون مياه حوضين للسباحة يحتوي أحدهما على الكلور، أما الثاني فعلى البروم.
ودرسوا بالتوازي (التغييرات على المدى القصير) لمؤشرات السمية الجينية لدى مستخدمي هذين الحوضين، بحسب الدراسة التي نشرت في إحدى المجلات الأميركية.
وأشار مركز (كريال) في بيان له إلى أن آثاراً سامة على المستوى الجيني لوحظت لدى 49 بالغاً لا يعانون من أية مشاكل صحية، كانوا قد سبحوا خلال 40 دقيقة في حوض مغلق معالج بالكلور، وتم تسجيل زيادة في مستوى مؤشرين للسمية الجينية لدى هؤلاء السباحين.
ويصنف أحد هذين المؤشرين كمؤشر على إمكانية إصابة أشخاص أصحاء بالسرطان!! استناداً على ما ذكره مركز كريال.
وقد لفتت نتائج الدراسة الآثار على مستوى التنفس لدى هؤلاء السباحين، مع زيادة في نفوذ أحد أنواع الخلايا الرئوية؛ لكن الباحثين يبدون حرصاً فيما يتعلق بهذه النقطة الأخيرة، ويشددون على ضرورة القيام بأبحاث إضافية لتوضيح أهميتها السريرية.
ولا يعني ذلك الامتناع عن السباحة بتاتاً أو توقف الناس إطلاقاً عنها، فهي بلا شك متعة للبعض (وأكاد أشك في ذلك بسبب خوفي منها!) ولكن لا بد من الترشيد فيها، والتقليل من تعبئة المسابح بهذه المياه العذبة، مع أهمية تخفيض المواد الكيميائية المستخدمة في الأحواض، وضرورة الاستحمام حال الانتهاء من السباحة الممتعة، واتخاذ الاحتياطات اللازمة والإجراءات الكفيلة كاستخدام قلنسوة خاصة خلال السباحة.
وابحثوا عن معنى قلنسوة إذا كنتم على قناعة تامة بالتحذيرات التي وردت بالمقال! وإلا فلا داعي لمعرفة معناها أو شكلها أو لونها أو طريقة لبسها!!
www.rogaia.net rogaia143 @hotmail.Com
|
|
المنشود اسبحوا بالقلنسوة!! رقية سليمان الهويريني |
|