اليوم الوطني ذكرى مجيدة تهل علينا كل عام، نستحضر فيها تاريخاً من العمل والجهد الذي تواتر عليه أبناء هذا الوطن، نتأمل في هذا البناء العظيم وهو يعلو والعطاء وهو يزدهر منذ أن تم توحيد المملكة عام 1351هـ على يد المؤسس الملك عبد العزيز طيّب الله ثراه. وما تحقق من إنجازات طيلة السنوات الماضية يدفعنا لبذل الكثير من الجهد للمحافظة على ما تحقق من منجزات هائلة والمساهمة في رقي هذا البناء العزيز.

ومن المبهج أن يكون هناك مظاهر احتفالات باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية في المدارس والجامعات وأماكن التجمع العامة لتعزيز الانتماء الوطني لدى الجميع، حيث يأتي احتفالنا هذا العام باليوم الوطني ومملكتنا تشهد تطوراً متواتراً في كل المجالات وبخاصة التعليم الذي يشهد خطوات واسعة تتوافق مع طموحات قائد مسيرتنا خادم الحرمين الملك عبد الله وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله، حيث يسهم التعليم في ترسيخ المفاهيم الأساسية للمواطنة الحقة كما يسهم وبشكل فاعل في بناء الإنسان, السعودي المتميز، حيث يبلغ عدد الطلاب ما يقارب خمسة ملايين طالب وطالبة يدرسون في ما يزيد عن ثلاثة وثلاثين ألف مدرسة يتولى تعليمهم أكثر من 400.000 معلم ومعلمة.

إن من الواجب علينا ونحن نعيش ذكرى اليوم الوطني أن نتعلّم كيف نرسخ خطانا على طريق التطور والبناء لحاضرنا ومستقبلنا، وأن نستحضر كل القيم والمفاهيم والتضحيات والجهود المضنية التي صاحبت بناء هذا الكيان الكبير المملكة العربية السعودية، لنعبر عن محبتنا لهذا الوطن وهذه الأرض المعطاء وأن نحرص على بذل المزيد من الجهد للتطوير، فقيمة الاحتفاء بالوطن تكمن فيما ننجزه من أعمال تبني وتطور وتقدم القدوة الصالحة لأبنائنا وبناتنا وتدفعهم لحب المعرفة والتحصيل وتبني قيم العمل وحب الوطن في نفوسهم، وأن ننشد الإتقان والجودة في كافة أعمالنا امتثالاً لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه).

لا شك بأن التربويين والتربويات مؤتمنون على ثروتنا الحقيقة وهي الناشئة التي تقوم على سواعدهم وعقولهم مشروعات التنمية في كافة المجالات، فعليهم تعريف الأبناء والبنات بأهمية وطنهم ومكانته بين الأمم وتأكيد الاعتزاز بالانتماء للدين الإسلامي الذي قامت على نصرته - ولا تزال - أركان الدولة في بداية تأسيسها، ونحمد الله سبحانه بأن مجتمع التربية والتعليم يزخر بالكفاءات الوطنية التي تسهم بجهدها وخبراتها في غرس المفاهيم السامية والقيم الأخلاقية في نفوس طلابنا وطالباتنا.

ونأمل أن تتكاتف جهود الجميع لاستكمال مسيرة التقدم والرقي في بلادنا العزيزة والأخذ بأسباب الحضارة وفتح نوافذ المعرفة كما حثنا عليه ديننا القويم وكما يتطلع ولاة الأمر حفظهم الله. وكل عام والوطن بخير.

نائب وزير التربية لشؤون تعليم البنات