اليوم هو يوم ذكرى عزيزة على قلوبنا جميعاً في مملكتنا الغالية ألا وهي ذكرى التأسيس الذي امتد الآن إلى الـ79 عاماً مضت.. واحتفاء بهذا اليوم على كل سعودي أن يقف في ذكرى اليوم الوطني وقفة تأمل يستعيد فيها أبعاد توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- وانعكاساتها على المجتمع السعودي اقتصاداً وأفراداً.. لقد غرس توحيد هذه الأرض الطيبة أول بذور النماء التي تشكَّل منها عصب الاقتصاد السعودي، إذ أثبتت تجارب الأمم أن الأمن الوطني والاستقرار السياسي شرطان أساسيان للنمو الاقتصادي.
إن المتتبع لمسيرة الاقتصاد السعودي لا يمكنه أن يغفل الحنكة السياسية التي تمتع بها الملك عبدالعزيز وبُعد نظره ورؤيته الإستراتيجية للمملكة العربية السعودية بعد أن فتح الله على يديه كنز البترول الذي كان وقوداً أساسياً لعجلة التنمية، أدرك الملك عبدالعزيز أن تحقيق التنمية يتطلب تهيئة مناخ سياسي يمكن من استثمار وتسخير تلك الثروة، فجعل السياسة في خدمة الاقتصاد وأرسى بذلك التوجه قاعدة سارت البلاد على نهجها لتشكّل أكبر اقتصاد عربي في الوقت الحاضر.
لم يكن مشوار النماء سهلاً وكانت عزيمة القيادات السعودية تقود مسيرة شعب انهمك في البناء يفتت كل عقبة تقف أمامه وهو يشيّد اقتصاداً امتد هيكله ليستوعب قطاعات صناعية وزراعية وخدمية خلقت منظومة متكاملة تجسد ملحمة تنموية سابقت الزمن، ورسمت معالم حضارية جمعت بين عمق الماضي وزهو الحاضر، وتهيأت للمستقبل بتطلعات واعدة واثقة.
حريٌ بكل سعودي أن يقف في ذكرى اليوم الوطني وقفة تأمل يسترجع فيها مسيرة سنوات من البذل والعطاء يشحذ بها همته ويوطن بها نفسه عزة وشموخاً ليكون امتداداً للأوائل من الذين رصفوا بداية الطريق وأفسحوا لنا الفرصة لمدّه إلى آفاق المستقبل.
(*) المدير العام لمجموعة شركات عبد العزيز مبارك الحساوي