الجزيرة - سعود الهذلي
أكد قائد الحرس الملكي معالي الفريق أول حمد بن محمد العوهلي أنه في ذكرى اليوم الوطني، تتجدد ذكرى تأسيس الدولة الفتية على يد البطل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، يرحمه الله، تلك الدولة التي تشمخ في سمائها كلمة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله).. ومن هذا المنطلق انطلقت مملكتنا الغالية تحت قيادة مؤسسها الكبير الذي أرسى دعائم دولة فتية تمسكت بقيمها وثوابتها الإسلامية.. وقال معالي الفريق أول العوهلي في كلمة بهذه المناسبة: حين نتحدث عن اليوم الوطني ونحتفي به فنحن نحتفي بتحول تاريخي وبناء تأسيسي وبصرح وحَّد أرض الجزيرة العربية وانتقل بها من ظلمات الشتات والتفرق والتناحر إلى الدولة والنظام والتآخي والأمن والأمان في اجتماع تتعدد فيه الأطياف والمناطق والأفكار ليُمثل هذا التعدد أحد أبرز الطاقات الكامنة التي يحملها الوطن.
مشيراً إلى أننا في اليوم الوطني نتلمس وجوهنا وملامحنا السعودية التي تحمل ولاءً وعرفاناً وامتناناً لله أن أوجد لنا هذا الوطن الكبير.. وأن أمدنا فيه بالقيادات والعقول التي استطاعت رغم كل الظروف والصعاب أن تواصل بناء هذه الدولة وبناء الإنسان فيها.. كذلك اليوم الوطني نتذكر الامتداد التاريخي السعودي الذي استطاع رغم عمره الوجيز أن يشكل ملامح بارزة على المستويين العربي والعالمي سبق فيها كثيراً من الكيانات القديمة.. وقد واصل أبناء الملك المؤسس الأبرار من بعده مسيرة البناء والنماء والازدهار، حتى بلغ العطاء ذروته، وفي عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- الذي حباه الله بزاد نادر وافر من الحكمة والحنكة وبُعد النظر، إلى جانب مكارمه الإنسانية الرفيعة التي جعلته بحق ملك الإنسانية.. وإلى جانبه ولي عهده الأمين النائب الأول وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز والنائب الثاني وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز.
وبيَّن معاليه أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز استطاع أن يخط بحروف من ذهب اسمه قائداً فذاً يعمل بلا كلل من أجل إسعاد شعبه وشعوب العالم الإسلامي والعربي، والعالم كله يشهد له بهذه الحقائق فالخطط التنموية الشاملة عمت أنحاء المملكة، كما حظي الجانب التعليمي باهتمامه حفظه الله وكان من اهتماماته تنمية العقول.. لقد قاد الملك عبدالله بن عبدالعزيز أعظم مشروع تنموي استثماري في الإنسان السعودي، تمثلت نتيجته في ابتعاث عشرات الآلاف من الطلبة المبتعثين يدرسون في أشهر المؤسسات الأكاديمية الغربية، وتشييد أكثر من عشرين جامعة وكلية أكاديمية على مستوى الوطن، فضلاً عن إنشاء جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، وبناء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية حيث خاطب أبناء شعبه في أعقاب وضعه لحجر الأساس قائلاً: أحمد الله أن أعاننا اليوم على تحقيقها (فكرة بناء الجامعة) حيث ستحظى المملكة وشعبها الكريم بمركز بحوث عالمي مستقل مادياً وإدارياً يعتمد على أسس أكاديمية عالية ليكون قاعدة علمية ومحركاً للاقتصاد الوطني في الوقت ذاته وربط كل ذلك بمجال الطاقة والاقتصاد ليتحقق مبتغى خادم الحرمين الشريفين بإنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة النووية والطاقات المتجددة في العاصمة الرياض.. كل هذا مؤشر على مدى نجاح رؤية خادم الحرمين الشريفين العلمية.. وحافظت المملكة بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- على الثوابت واستمرت على نهج جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- فصاغت نهضتها الحضارية ووازنت بين تطورها التنموي والتمسك بقيمها الدينية والأخلاقية.
ففي المجال الاقتصادي أُنجزت العديد من المشاريع التنموية العملاقة في جميع مناطق المملكة التي حققت التنمية المتوازنة بين المناطق وضيقت الفجوة التنموية فيما بينها حيث عمل -حفظه الله- على بناء قاعدة إنتاجية تستند بشكل أساس على المعطيات الذاتية لكل منطقة ومقوماتها التنموية وقد تميزت هذه المشاريع بالشمولية والتكامل في بناء كل منطقة في مختلف القطاعات.
وكشف معاليه أن إنجازات خادم الحرمين الشريفين في المجال الاقتصادي وتوجيهاته المثمرة في الإصلاح الاقتصادي الشامل وتكثيف الجهود من أجل تحسين الوضع الاقتصادي والاهتمام ببرنامج شامل لحل الصعوبات التي تواجه جميع المؤسسات والوزارات الحكومية ذات العلاقة قد أدى ذلك إلى أن تدرج المملكة - في تقرير أداء الأعمال الذي يصدره البنك الدولي - في قائمة أفضل عشر دول أجرت إصلاحات اقتصادية.. وكما ورد في التقرير نفسه أن المملكة تحتل المرتبة 23 من أصل 178 دولة باعتبارها أفضل بيئة استثمارية في العالم العربي والشرق الأوسط.. وقد كانت سفينة الاقتصاد السعودي بربانها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي استطاع أن يعبر بها كل أمواج الأزمة الاقتصادية العالمية وأن يرسو بها إلى بر الأمان والاستقرار الاقتصادي بحكمته وحنكته رغم فشل دول كبرى في استيعاب ما كان يحدث لها من هزات اقتصادية.
وفي الجانب السياسي لعل جولاته -حفظه الله- الأخيرة خير شاهد على مكانة المملكة العربية السعودية وحرصه على لمّ الشمل العربي.
ومن قراراته الحكيمة -حفظه الله- القرار الملكي الذي أصدره ووجّهه إلى سماحة مفتي عام المملكة رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء ورئيس هيئة كبار العلماء والجهات المعنية، طلب فيه قصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء.
وأضاف معاليه قائلاً: يأتي اختيار خادم الحرمين الشريفين من قبل مجلة (فوربس) من ضمن الشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم للعام الحالي بمثابة شهادة جديدة في صفحة التقدير الدولي للملك عبدالله وآية على تنامي المكانة الدولية للمملكة في عهده -حفظه الله-.. واعتبرت المجلة الأمريكية خادم الحرمين الشخصية الأولى عربياً والتاسعة عالمياً من ضمن 67 شخصية عالمية مؤثرة.
ومن حرصه -حفظه الله- على سقيا حجاج بيت الله والمعتمرين أمر -أيده الله- بافتتاح مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم في منطقة كدي بمكة المكرمة لضمان نقاء مياه زمزم بأحدث الطرق العالمية إلى جانب تعبئتها وتوزيعها آلياً.
هكذا هي الأرض السعودية الطاهرة بقادتها وبشعبها مثال للتلاحم والتعاون.. وهكذا هو يومنا الوطني الذي ستظل ذكراه وسيظل حضوره محفزاً للتأمل وللتوقف أمام تاريخ تحمله الأيام مستنيرة بعزته ونجاحه وعلينا جميعاً أن نتعامل مع هذه الذكرى بمزيد من الجد والاجتهاد والعمل الدائب جنبًا إلى جنب مع قيادتنا الحكيمة حتى نواصل البناء والعطاء وتعميق معنى الانتماء لهذا الوطن والتعاون الدائم على البر والتقوى. هنيئاً لنا بك يا ملك الإنسانية وقائد النماء والعطاء, وهنيئاً لك بشعبك الذي منحته الحب فأحبك.. وحفظ لنا قيادتنا الحكيمة وسدد للخير خطاها وكل عام ووطننا الغالي بألف خير.
وفي ختام حديثه توجه الفريق العوهلي بالدعاء إلى الله جلت قدرته أن يمد في عمر خادم الحرمين الشريفين.. وأن يعينه على أداء مهمته.. وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله وظل قيادتنا الرشيدة.. إنه سميع مجيب.