الجزيرة - محمد ناصر السنيد
كان التعليم في الإمارات والأقاليم التي توحّدت على يد المؤسس جلالة الملك عبد العزيز طيَّب الله ثراه غير نظامي ولا يستند لمرجعية إدارية، بل كان غالبه على نظام الكتاتيب في منازل المقرئين المعلمين أو في المساجد أو في أماكن قريبة من المساجد، وكان التعليم في هذه المرحلة ضعيفاً، ونسبة المتعلمين منخفضة يتلقون تعليمهم في الكتاتيب التي تعلّم قدراً من القراءة والكتابة وقراءة القرآن وحفظه مع شيء من العلوم الدينية والسيرة النبوية.
وهنا نقدم نماذج واختيارات عشوائية من أسماء بعض الكتاتيب والقائمين عليها من الرجال والنساء (تعليم البنين والبنات) في بعض المدن والبلدات النجدية، مستمدين جلَّ المعلومات من كتاب (تعليم المرأة في المملكة خلال مائة عام) من إعداد لجنة مختصة بإشراف الرئاسة العامة لتعليم البنات آنذاك، وعليه سيكون التركيز على كتاتيب تعليم البنات.
تعريف الكتاتيب
مؤسسة تربوية عرفتها المجتمعات الإنسانية كانت تقوم على التعليم فيها سيّدة أو مجموعة من السيّدات، حيث يقمن بتخصيص غرفة في منازلهن ويتم فيها تعليم القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة وبعضها يتجاوز إلى تعليم الحساب وأحكام الدين، ويقوم الأهالي بتقديم إعانات لهذه الكتاتيب وتمنح للقائمات على التعليم كأجر شهري كما أن بعضهن يقمن بالتدريس والتعليم تطوعاً ورغبة في الأجر والثواب من الله.
وفي نجد كان يُطلق عليها اسم المطوّعة أي المتدينة.
وفي مكة كان يُطلق عليها اسم الفقيهة.
وفي المدينة كان يُطلق عليها اسم الخوجة.
وهناك مدارس تختص أيضاً بتعليم البنات، وكانت في الغالب جزءاً من بيت المعلمة، وليس هناك مدارس أو غرف مخصصة خارج البيت.
وكان التعليم في مدارس البنات يشبه إلى حد ما في أصول التهجئة وطريقة التلقين والأداء والأسلوب تعليم الصبيان في المدارس.
والمدرسة القديمة في أول هذا القرن في مدينة الرياض هي - كما في سائر البلاد النجدية وبعض البلدان العربية - عبارة عن غرفة كبيرة مسقوفة بأعمدة ومبنية من الطين واللبن، سقفها من خشب الأثل وجريد النخل، ويتراوح طولها غالباً ما بين (15 - 20 متراً)، وبعضها أقل بكثير، أما عرضها فيكون غالباً من (5 - 7م)، وتؤسس هذه المدارس غالباً بجوار المساجد، وتكون وقفاً محبساً بغرض الثواب والأجر، ولكن من يقوم بالتدريس فيها يكون أحياناً متطوّعاً، وفي بعض الأحيان يكون ممتهناً، ويتوارث أبناؤه مهنة التعليم. والطالب في هذه المدارس لا يتلقى سوى أصول التهجئة ومعرفة حروف الهجاء أولاً، ثم بعد إتقان الحروف ينتقل إلى تهجئة الكلمات على طريقة القاعدة البغدادية التي تعرض معرفة حركات الحروف.. بعد ذلك ينتقل الطالب إلى قراءة القرآن وتعلم شيء من الكتابة، ويستخدم لوحاً من الخشب.. طوله (40 سم) وعرضه (30 سم) وله مقبض مخروم في أعلاه يمسك به الطالب..
أما الحبر المستعمل فيصنع صناعة بسيطة تحضر محلياً من قشور ثمرة الرمان مع مواد سوداء تؤخذ من خارج القدر.
أما الأقلام فتكون غالباً من أغصان الشجر الصلب، أو أعواد القصب المدبب.. ويُسمى المعلم - وهو المدرس الوحيد في المدرسة - (المطوّع)، وليس له - في الغالب - راتب معين، وإنما يتقاضى أتعابه إما من الوقف المحبس على المدرسة، أو مما يتقاضاه من هبات آباء الطلاب وأولياء أمورهم، إما نقداً وإما مواد عينية من الحبوب والتمور، وتقدّم هذه الهبات فصلياً، للفصل الواحد ريال، وقد يزيد في الشتاء.
ووقت الدراسة حوالي أربع ساعات على ثلاث فترات.. ساعتان صباحاً من الساعة التاسعة حتى الحادية عشرة، أو بعد ذلك بقليل، وساعة واحدة بعد صلاة الظهر مباشرة، وساعة واحدة بعد صلاة العصر حتى الخامسة تقريباً، وهذه الدراسة تستمر صيفاً وشتاء.
في الشتاء توقد النار في المدرسة.. ويستخدم المطوّع (العصا) لتأديب الأطفال.
عندما ينهي التلميذ أو الطالب دراسته في هذه الكتاتيب، ويتقن تلقين القرآن، يُدعى (خاتم) وعلى ولي الأمر أن يدفع مبلغاً من المال مقابل ذلك، وتجرى للطالب زفة واحتفال في هذه المناسبة.
مدارس الرياض
ومدارس الرياض كثيرة جداً، كان من أشهرها، وأكثرها سمعة حسنة:
- مدرسة المفيريج: وهي مدرسة عبد الله وعبد الرحمن المفيريج.. وهذه المدرسة متميزة عن المدارس التي وجدت قبل القرن.. وتعنى بالقرآن الكريم والتجويد، وقد تخرج من هذه المدرسة عددٌ من العلماء الذين درسوا فيما بعد والفضلاء والأمراء من الجيل السابق.
- مدرسة ابن خثران.
- مدرسة آل حيان (أبو حيان).
- مدرسة آل فهيد، محمد وعبد الله آل فهيد وتعنى بالقراءة والخط.
- مدرسة الخيال، عبد العزيز الخيال.
- مدرسة ابن هزاع.
- مدرسة ناصر بن حمدان.
- مدرسة خالد، وهي مدرسة أسسها خالد بن سعود الذي حكم الرياض فترة من الزمن قبل الإمام فيصل.
- مدرسة ابن سليمان
- مدرسة ابن عثمان.
- مدرسة أبا حسين.
- مدرسة علي اليماني.
- مدرسة السناري، وتعد من المدارس النموذجية في ذلك الحين، حيث تعلّم الكتابة والقراءة والإملاء والحساب، وبعض المواد الأخرى، أسسها على أنقاض مدرسة المفيريج الشيخ محمد السناري، ومدرسة المديميغ وهي من المدارس المحدثة الجيدة تسير على غرار مدرسة السناري.
مدارس (كتاتيب) البنات
وأما بالنسبة لمدارس البنات، فهناك مدارس كثيرة للبنات وهي تكون في الغالب مساكن للمعلمات وقد امتد العمل التعليمي في هذه المدارس أكثر من نصف قرن، حتى وجد التعليم النظامي.
- هيا المطوع.
- هيا بنت عبد الغني بن نفيسة.
- طرفة بنت عبد الله السياري.
وفي حريملاء:
- كتّاب منيرة بنت مساعد بن راشد آل مساعد:
وهي زوج عبد الرحمن بن عبد الله بن قاسم، من بلدة ملهم، جاءت مع زوجها إلى حريملاء وكانت امرأة صالحة قارئة للقرآن الكريم.
- كتّاب هيا بنت عبد الله بن سالم:
وهي زوجة ابن سريع من بلدة ملهم، نشأت نشأة صالحة ودرست القرآن الكريم، ثم ساهمت في تدريسه لبنات حريملاء.
- كتّاب منيرة بنت عبد الله الحميدي: وهي زوجة عبد العزيز بن عثمان الماجدي، ولدت في مدينة حريملاء عام 1320هـ وغيرهن كثير.
وفي الخرج: ويذكر مؤلف كتاب (الخرج) أن تعليم البنات لم يكن بأقل من تعليم البنين، حيث كانت هناك بيوت لتعليم البنات - قديماً - وقبل التلعيم النظامي وكان هذا التعليم تطوعياً.
- وقد ذكر أنه بدأ على يد السيدة فاطمة البديوي التي افتتحت فصولاً في منزلها لتعليم القراءة والكتابة، والتحق بهذه الفصول عدد من بنات الخرج.
- وكذلك كان للسيدة نجاح عبد الوهاب الأيوبي - سورية الجنسية - دور في تعليم البنات، حيث افتتحت مدرسة في منزلها لتعليم القراءة والكتابة.
- وكان للسيدة نائلة - وهي فلسطينية الجنسية - جهود في تعليم البنات لأنها كانت تعلّم القراءة والكتابة، وأضافت الحساب أيضاً.
أما في الدلم: فقد ذكر صاحب كتاب الخرج أنه كانت هناك مدارس (كتاتيب) لتعليم البنات قبل ابتداء التعليم الرسمي وهي:
- مدرسة المطاوعة.
- مدرسة هيا بنت صالح بن عيسى الزير.
- مدرسة الشيخ صالح بن حسين العلي، وكانت تشرف عليها بناته، وهن معلمات فيها.
- ومدرسة آل جلاَّل، وكانت تعلّم فيها شيخة بنت عبد الله البخيتان وابنتها حصة بنت عبد العزيز بن جلاَّل.
- ومدرسة زيدانة، وكانت تعلّم فيها فاطمة بنت حمد بن زيدان.
وفي العذار:
- مدرسة (زينب بنت عبد العزيز بن دويس) ومدرسة (نورة بنت زيد بن محسن) وغيرهن من المطوّعات.
وفي زميقة:
- مدرسة (هيا بنت الخرعبي)، زوج صالح بن عيسى الزير، وهي معلمة المدرسة وكذلمك ابنتها منيرة السعيدي زوج إبراهيم بن صالح الزير.
- مدرسة (حصة بنت زيد بن محسن) زوج إبراهيم بن صالح بن معيقل، وهي معلمة المدرسة وغيرهن من المعلمات في الكتاتيب.
وفي اليمامة: فاطمة بنت عبد الله محمد الفواز، هيا بنت إبراهيم الشدي، منيرة بنت محمد الدريهم.
وفي السلمية: كان هناك عدد من المعلمات اللواتي يعلّمن النساء القرآن الكريم، والقراءة والكتابة، ومن أشهرهن فاطمة بنت سعد المعيتب.
وفي محافظة الأفلاج: كان للنساء نصيب وافر من التعليم، فقد كن يذهبن إلى الكتاتيب ليتعلّمن القرآن الكريم تلاوةً وحفظاً على أيدي بعض النساء.
مثل المقرئة سرهيدة بنت مبارك التي قرأ عليها عددٌ غير قليل من النساء والرجال كتاب الله - عزَّ وجلَّ - ومنهم الشيخ سعود بن محمد رشود، وكان اسمها بتلى بنت محمد بن سرهيد من مواليد ليلى بالأفلاج، وهناك سوير حفيدة سرهيدة، ومنيرة بنت علي بن عتيق، وأختها فاطمة بنت عتيق.
وعرف من معلمات الكتاتيب في وادي الدواسر ما يلي:
- منيرة بنت إسماعيل بن حمد بن عبد اللطيف آل عتيق، وقد كان لها دور كبير في تعليم القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة، وسارة بنت حمد بن عبد اللطيف آل عتيق، وغزيل بنت إسماعيل بن حمد بن عبد اللطيف آل عتيق.
وحوطة بني تميم والحريق مثل: مريم بنت عبدالله حسين آل حسين، ونورة بنت ناصر السعودي، وفاطمة بنت محمد عبدالرحمن الحميدي. وفي بلدة الحريق: هيا بنت زيد المسعود وفاطمة بنت محمد أبو حمد.
المجمعة وسدير
ومن أبرز اللواتي أسهمن في مجال تعليم المرأة في القرن الماضي في هذه المحافظة: شيخة بنت عبدالله الحمود التويجري، نورة بنت عبدالله بن شارخ، فاطمة بنت صالح السليمان (المطوع)، نورة بنت صالح السليمان (المطوع)، حصة بنت صالح السليمان (المطوع)، رقية الهديب، حصة القريشي، فاطمة التركي (في حرمة)، حصة بنت عبدالله الثابت (أم زامل)، هيا بنت إبراهيم النصر الله (في حوطة سدير)، وضيحى مفرح الجميلي (في الأرطاوية).
وفي جلاجل: لقد ذكر بعض الكتاب أنه كانت في جلاجل كتاتيب أو مدارس لتعليم البنات القرآن الكريم والقراءة والكتابة.
أما وقت الدراسة فكان على فترتين: الأولى: في الضحى ولمدة ساعتين تقريباً، والثانية بعد الظهر حتى أذان العصر.
وكانت صاحبات الكتاتيب يتلقين من بعض أولياء الأمور الموسرين أجراً بمعدل ريال في الشهر عن كل طالبة، يضاف إلى ذلك بعض الهدايا في الأعياد، أو عند ختم الطالبة للقرآن الكريم، أو عند قدوم ولي أمر الطالبة من الحج أو السفر، وعند الأضاحي والمناسبات المختلفة.
وأحياناً تُعطى المعلمة بعض الثمار والخضار من أولياء الأمور المزارعين وأصحاب الدكاكين، وكانت المطوعة تعطى بين وقت وآخر القهوة والسكر والشاي والهيل.. وكانت وسيلة التعلم اللوح الخشبي، المطلي بمادة من الجير الأبيض الذي يعرف حالياً باسم (الصالوخ)، واللوح ينوب عن السبورة والدفتر في آن واحد. والأقلام من أعواد الحلفا. أما الحبر فيركب من بعض المواد مثل قشر الرمان.
لقد كان هناك كثير من النساء (المطوعات) اللواتي كان لهن دور مهم في تعليم المرأة. ولكن عدم تدوين أخبار هؤلاء المعلمات حرم هذه الأجيال من معرفة جهودهن وآثارهن، ولكنهن لن يحرمن من الأجر إن شاء الله.
ومن النساء اللواتي حُفظت أسماؤهن في هذه المنطقة:
في شقراء: كان هناك مجموعة من المعلمات يقمن بالتدريس من عام 1335هـ إلى 1381هـ. ومن هؤلاء:
- (هيلة المطوعة)، وهي بنت عبدالله بن عبدالرحمن البواردي الملقب ب(المذن)، وكان والدها من المحبين للعلم؛ لذا افتتح مدرسة خاصة لتعليم الناشئة القرآن الكريم، والقراءة والكتابة، وكان مقرها في دار الغرباء (وهي من دور الوقف هناك)، كما أن زوجها الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الحنطي كان صاحب إحدى مدارس البنين أيضاً، وكان يدرس في ركن بيته في المديرسة (الموقوفة لهذا الغرض) في وسط السوق، وقد كان يبذل وقته ونفسه لمن يريد تعلم القرآن الكريم وأمور الدين، وأمور القراءة والكتابة؛ فلا غرو إذن أن تكون هذه المرأة معلمة لبنات جنسها. ولقد تعلم على يديها الكثيرات من بنات البلد. وكان مقر مدرستها في ركن دارها، في أسفل السوق في الحي القديم منذ عام 1335ه، واستمرت في العمل إلى ما يقرب من (35) عاماً.
- دريسة وهي (سارة بنت إدريس الدريس)، كان والدها وأخوها من المحبين للعلم - رحمهم الله جميعاً - فوالدها بعد أن طلب العلم وأخذه على يد عدد من العلماء والمشايخ رجع إلى شقراء وجلس للتدريس وتعليم البنين بمدرسته في حي (باب العقدة). وكان مقر مدرستها في دارها بحي (الحسيني)، وذلك منذ عام 1345هـ.
- هيا صميته: وهي هيا بنت فهد بن عبدالرحمن الصميت، المولود بشقراء عام 1290هـ، وكان أبوها من الملازمين لحلقات المشايخ ودروسهم، وتعين إماماً لجامع الوقف بالقرائن، وكان خطيباً، ومعلماً لأبناء المصلين. وكذلك كانت ابنته التي درست في القرائن، ثم رجعت للتدريس بشقراء، وكانت تدرس في مقر دارها بحي (سوق جحيان) ثم انتقلت إلى حي (الدويخل)، وكان ذلك من عام 1352هـ، وهي والدة الخطاط صالح بن سعد الصميت، وكان من أشهر الخطاطين، ومن المعلمين القدامى بالمملكة. وكان لوالدته وجدته تأثير في نشأته وعلمه وحسن خطه.
- (قنيصة): ويُقال إنها (حصة القنيص)، وكانت تدرس في بيتها (في سوق الزرعي)، وليست هناك معلومات كافية عنها.
- (منيرة المطوعة): وهي (منيرة بنت عبدالعزيز بن محمد الحميزي)، ولدت في عام 1338هـ - تقريباً - ونشأت في بيت علم ودين، وقامت بالتدريس في بيتها الواقع في حي (حليوة)، ولم تتوقف عن التدريس إلا عند افتتاح أول مدرسة ابتدائية في عام 1381هـ.
- مدرسة بنت البواردي، وكانت في حي المبهانية.
- مدرسة حصة الهدلق، وكانت تعلم القراءة في بيتها، وبعد فتح مدارس البنات بشقراء عُيّنت معلمة في المدرسة الابتدائية بناء على خبرتها السابقة، حتى أحيلت إلى التقاعد.
وفي ثرمداء: كانت هناك (منيرة العمار) (العمارية)، تزوجها علي بن عبيد الفاضل من أهالي ثرمداء، وقامت بالتدريس في حوش بيته في (سوق الحياط)، وكذلك درست في القرائن قبل وبعد ذلك.
في مرات: من النساء اللواتي قمن بالتدريس في تلك الفترة قبل التعليم النظامي:
- حصة بنت محمد بن الشيخ حمد بن دعيج، المتوفاة قبل عام 1350هـ، كانت تقوم بالتدريس في مرات ثم انتقلت إلى شقراء بعد زواجها من الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن إبراهيم الزيد، واستمرت في التدريس بشقراء.
- رجسا بنت عبداللطيف بن علي بن الشيخ حمد بن دعيج، المتوفاة قبل عام 1360هـ.
- بنّا بنت حمد بن محمد بن الشيخ حمد بن دعيج، وتوفيت في عام 1379هـ.
- هيا بنت حمد بن محمد بن الشيخ حمد بن دعيج، أخت بنّا، المتوفاة عام 1387هـ.
- هيلة بنت عبدالرحمن الدعيج، تزوجت من الشيخ حمد بن محمد بن الشيخ أحمد بن دعيج، ورزقت بابنتين هما بنا وهيا، واهتمت بتعليمهما فحفظتا القرآن الكريم وهما المذكورتان آنفاً.
- نورة بنت حمد بن عبدالرحمن بن الشيخ حمد بن دعيج، المتوفاة عام 1403هـ، والدة الدكتور عبدالله بن محمد الزيد. وفي القصب أم هديب نورة النمي، وغيرهن.
ولقد كان لعدد من الرجال جهود مباشر أو غير مباشرة في تعليم المرأة في القرن الماضي بهذه المنطقة في الوقت الذي لم يكن فيه هناك تعليم رسمي للذكور ولا للإناث؛ ولذلك تجدر الإشارة إلى جهود هؤلاء الرجال الأفاضل، ومنهم:
- عبدالله بن عبدالرحمن البواردي الملقب ب(المذن).
- عبدالعزيز بن عبدالرحمن الحنطي.
- إدريس بن إدريس بن سليمان الدريس.
- فهد بن عبدالرحمن الصميت. وغيرهم.
كتاتيب الدوادمي
كانت هناك بعض الكتاتيب في بلدان هذه المحافظة، وقد عرف من معلمات هذه الكتاتيب الآتية أسماؤهن:
- سارة بنت عبدالرحمن الصميت (صميتة)، وقد اشتهرت بأنها أول معلمة للبنات منذ مائة عام أو أكثر، وكانت تدرس في حي (الدواخل) أحد أحياء الدوادمي، وقد درس على يديها الكثيرات، منهن (منيرة السبيل) وابنتاها (هيا) و(نور بنت عمر العبداللطيف).
- منيرة بنت سعد بن محمد السبيل، وهي إحدى تلميذات سارة الصميت، وكانت تلقب (بشرية)، وكانت تدرس في حي (الظواهر) حيث يقع منزلها، ومن تلميذاتها (حصة بنت محمد المنصور).
- هيا ابنة المعلمة سارة، التي قامت بالتدريس منذ عام 1351هـ إلى أن تم افتتاح المدرسة النظامية في الدوادمي في عام 1386هـ.
الكتاتيب والمدارس في منطقة القصيم
في مدينة بريدة:
كان التعليم في منطقة القصيم بعامة وفي مدينة بريدة بخاصة قبل بداية التعليم الرسمي في المملكة، خلال القرن الرابع عشر الهجري، شبيهاً بالتعليم في بقية بلدان ومدن منطقة نجد؛ حيث كان الصبيان يتعلمون في الكتاتيب القراءة والكتابة وتلاوة القرآن الكريم.
أما الكتاتيب الخاصة بتعليم النساء فكانت تقتصر على تعليم القرآن وشيء من آداب الصلاة وفقهها.
وعرف عن الكتاتيب الخاصة بتعليم النساء الكتاتيب الآتية: مدرسة (هيلة السيف) ذكرها الشيخ عبدالله بن سليم، مدرسة (أم الهزاع) جنوب بريدة، مدرسة (بنت سطام) غرب بريدة، مدرسة (أم الدخيل) جنوب بريدة، مدرسة (أم الفوزان) قرب مصلى العيد، مدرسة أم الرشودي في بريدة، مدرسة أم الجبر في بريدة، مدرسة أم العواد في بريدة، مدرسة أم الغضية في بريدة، مدرسة أم الوهيبي في بريدة، مدرسة أم المحيسني في بريدة، مدرسة أم ابن عقيل في بريدة، مدرسة أم العمري في بريدة، مدرسة أم الضحيان في بريدة، مدرسة أم الفرج في بريدة، مدرسة أم الدريوش في بريدة، مدرسة أم الثويني في بريدة، مدرسة أم النويصر في بريدة، مدرسة أم المضيان في بريدة، وهذا العدد من المدارس (الكتاتيب) النسائية في تلك الحقبة، دليل على وعي مبكر بأهمية التعليم ووجوبه، وخصوصا فيما يتعلق بتعليم النساء كتاب الله عز وجل وأمور العبادة.
وكان للمساجد دور مهم في التعليم في مدينة بريدة، وكان للعلماء أثر كبير وواضح في التعليم، وتوارث العلم جيلاً عن جيل.
ولقد أشار مؤلف كتاب (بريدة) إلى أكثر من سبعين عالماً من العلماء الذين أسهموا في التعليم، وخرجوا كثيراً من الطلبة والعلماء، وكان لهم أثر واضح فيما بعد في الحياة العلمية والثقافية في هذه المدينة، وتبوأ كثير منهم مناصب مهمة بعد توحيد المملكة.
المدارس والكتاتيب في مدينة عنيزة
ولم تكن الكتاتيب مقتصرة على الذكور، بل وجدت عدة كتاتيب للبنات في عنيزة.
وقد أشار إلى ذلك (لوريمر) في كتابه (دليل الخليج) في حدود عام 1289ه 1880م، ويطلق عليها مدارس، وعندما ينتهي الطالب أو الطالبة من الدراسة في تلك الكتاتيب بتفوقهما أو بحفظهما لأحد أجزاء القرآن الكريم، تقام في بعض الأحيان حفلة على شكل مسيرة من المدرسة إلى منزل الطالب أو الطالبة، مع أناشيد يغرد بها الجميع، وتسمى هذه العملية ب(الختامة).
وفي بداية القرن الرابع عشر الهجري، كان هناك عدد من الكتاتيب النسائية، التي تستعمل في التدريس اللوح الخشبي (مستطيل الشكل 35 × 45 سم).
وكانت المطوعة تكتب على الألواح للدارسات، فإذا ما فهمت الدارسة ما كتب أو حفظته، يتم مسحه، ثم تقوم المطوعة بكتابة درس جديد وعند انتهاء الدارسة من الدراسة تقام لها حفلة (الختامة).
أما الكتاتيب النسائية التي أسهمت في تعليم المرأة في مدينة عنيزة فهي التالية:
(دحيمة): (تصغير معروف من اسم والدها عبدالرحمن السلوم)، واسمها (منيرة بنت عبدالرحمن السلوم)، ولدت في مطلع القرن الرابع عشر الهجري 1315هـ تقريباً، وتوفيت في عام 1395هـ وقد عملت (مطوعة) في الكتاتيب لمدة طويلة.
(رهيطة): (نورة بنت سليمان فهد الرهيط): من مواليد عام 1344هـ تقريبا، عملت في التدريس في الكتاتيب لمدة تقرب من عشرين عاما، ثم تم تعيينها في المدارس النظامية في 6-9-1380هـ في أول مدرسة ابتدائية بعنيزة، ثم عملت مساعدة في المدرسة، واستمرت خدماتها بالتعليم النظامي (29) عاما وانتقلت إلى رحمة الله في عام 1415هـ.
ونورة السويل، وعائشة السويل، وفاطمة البلال (بلالة)، ونورة الحميد، وحصة الجبر (جبرة)، نورة الدعاجا (دعيجة)، مضاوي بنت عبدالعزيز الدامغ وهي أول معلمة كتاتيب في عنيزة قبل خمسين عاما، تتلمذ على يديها الكثيرات ثم انتقلت إلى مكة المكرمة، وغيرهن كثير.
كتاتيب البكيرية
كانت هناك مدرسات يدسن القرآن الكريم، وشيئا يسيرا من أمور الدين تمكن النساء من أداء الفرائض وغير ذلك مما يخص النساء، وقد عرف من هذه الكتاتيب في هذه المدينة الآتي:
مزنة بنت محمد بن عبدالله العصل، ولدت في عام 1300هـ وتوفيت في عام 1360هـ وقد علمت القرآن الكريم، والعلوم الدينية من عام 1340هـ إلى عام 1360هـ، وممن درس على يديها: (خديجة بنت عبدالمحسن آل سلمي) وهي من المدرسات في البدائع وقد توفيت في عام 1412هـ وغيرها.
مزنة بنت مزيد الحربي ولدت في عام 1300هـ وتوفيت في عام 1370هـ، وقد درست القرآن الكريم في البكيرية والهلالية.
مزنة بنت عمير علي البكري، ولدت في عام 1305هـ، وتوفيت في عام 1415هـ وقد بدأت التدريس في عام 1340هـ، ثم التحقت بالوظيفة الرسمية عند افتتاح المدارس الحكومية، حصة بنت حمد البليهد، ولدت في عام 1318هـ وتوفيت بعد 1370هـ وهي ابنة الشيخ حمد البليهد، قاضي البكيرية سابقا، طرفة بنت عبدالله بن عقلاء الرشيد ولدت في عام 1325هـ وتوفيت في عام 1417هـ درست القرآن الكريم وعلومه، فاطمة بنت عبدالله البلوشي، درّست من عام 1383هـ إلى 1405هـ، وكانت تدرس القرآن الكريم تلاوة وحفظاً، سكينة بنت أبو الخير البلوشي، درست من عام 1383هـ إلى 1405هـ وكانت تدرس القرآن الكريم تلاوة وحفظاً، سكينة بنت أبو الخير البلوشي، درست من عام 1383هـ إلى 1405هـ وكانت تدرس القرآن الكريم.
الكتاتيب في البدائع
واشتهرت بعض النساء ممن لهن فضل كبير في تعليم المرأة، ورفع مستوى هذا التعليم قبل افتتاح المدارس النظامية، ومن هؤلاء: نورة بنت محمد الدهامي (أم السلامة)، فاطمة بنت عبدالله الوهيبي، موضي بنت محمد السحيباني(أم الهذلول)، منيرة بنت عبدالله الربع السلمي (أم الوهابا)، رقية بنت علي الهذلول، نورة بنت سليمان العضيب، لولوة بنت العثمان العريني (أم العرانا)، موضي بنت علي السلطان (أم الحجاج)، خديجة بنت عبدالمحسن الفريح (أم الوابل)، عائشة بنت علي الرباح (أم الصغير).
في بلدة الشماسية وما حولها: كان هناك عدة مدارس منها: مدرسة (نورة العبدالعزيز الدغيري)، وهي رائدة التعليم النسائي في الشماسية، وقد تخرج على يديها عدد من الطالبات اللواتي افتتحن مدارس بدورهن لنشر التعليم، مدرسة (حصة المحمد المطيري) المعروفة بالدوري، مدرسة (سلمى السالم الوليعي)، مدرسة (مزنة العبدالعزيز الوليعي)، مدرسة (حصة الزيد العجلان) وغيرهن كثير.
وفي الربيعة مدرسة نورة بنت إبراهيم البازعي، مدرسة حصة بنت فايز العقل، مدرسة نورة بنت عبدالكريم المطرودي، مدرسة أم الحمزة نورة بنت إبراهيم الحمزة، وغيرهن.
وفي عيون الجواء: مدرسة رقية بنت عبدالله الرديني، مدرسة محمد الرديني.
وفي البصر: مدرسة نورة بنت علي الجربوع، مدرسة عائشة بنت ناصر المحيميد، مدرسة أم الوتيد، وغيرهن.
وفي الفوارة: مدرسة سلمى بنت حمد الحربي، وفي رياض الخبراء: مدرسة مزنة الوهيبي، ومدرسة نورة بنت سليمان القضيبي. وفي القرين: مدرسة القرين لتحفيظ القرآن الكريم، وكانت تدرس بها سنداء السند.
وفي الذيبية: مدرسة نورة بنت بيان شاهد مريخان، مدرسة نورة بنت مفلح الجميلي الجربي، مدرسة نورة بنت خلف الركادي.
في الخبراء: مدرسة رقية بنت علي الميمان، مدرسة منيرة بنت صالح الميمان، مدرسة موضي بنت محمد السلامة، مدرسة مزنة بنت عبدالله الخريجي، مدرسة سارة بنت سعد النويصر، مدرسة مزنة بنت مطلب النفيسة، وغيرهن.
وفي الرس: (مطيرة الرماحا) قد افتتحت مدرسة للبنات، وبعد وفاتها تولى التعليم فيها بعدها إحدى تلميذاتها وهي (منيرة العتيق) وبعدها تولى التعليم (تركية العمير)، وكذلك تولت التعليم في هذه المدينة (نورة الناصر العبدالله الرشيد) أخت فضيلة الشيخ عبدالعزيز الناصر الرشيد أول رئيس لتعليم البنات، واستمرت مدرستها حتى افتتاح أول مدرسة حكومية للبنات في الرس عام 1381هـ.
هذه أهم المعلومات التي ذكرتها المصادر عن التعليم بعامة وتعليم المرأة بخاصة في منطقة نجد، قبل ظهور التعليم النظامي، الأهلي والحكومي، وهي على قلتها تعطي فكرة مغايرة لما ذكرته بعض المصادر من خلو هذه المنطقة من أي نوع من أنواع التعليم للمرأة، حيث قال بعضهم: (فلم نعثر على ما يفيد تعليم المرأة في قلب الجزيرة العربية، ويبدو أنه كان في حكم العدم)، وهذه الأقوال تدل على نقص المعلومات والبحوث التي تكشف عن هذه القضية وتحدد بدقة ما كان متوافرا من الكتاتيب والمدارس حتى يكون الحكم على تلك الحقبة أقرب للصواب والحقيقة، أما ضعف التعليم بالنسبة للذكور والإناث قبل قرن من الزمان، فهذا جزء مما كان يخيم على العالم الإسلامي، والعالم العربي آنذاك، نتيجة لكثير من العوامل وليس في هذه المنطقة بالذات.