في كل عام تحتفل البلاد حكومةً وشعباً بذكرى التلاحم... بذكرى خلّدها الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - عندما جمع ذلك الشتات في جزيرة العرب، بعد أن استشرى فيها القتل، السرقة، الترويع، الخوف، الجهل، المرض، وعاش أهلها في ظلام، افتقدوا الأمن الذي يريح الإنسان، ويفتح أمامه البناء، والتطور.
لقد أكرم الله عبدالعزيز بهذه الهبة الربانية... فجمع بين يديه قبائل متناحرة... وبلدانا متناثرة... فأراح الناس من الخوف والجوع والمرض وساروا يتنقلون من مكان لآخر في دعة وأمان... وزاد التواصل بين الناس ولانوا واستكانوا... وبدأ البناء لدولة حديثة تأخذ من التقنيات المتطورة وما يواكب شريعتها وعاداتها وتقاليدها الخالدة..
إن المتابع لنهضة هذه البلاد المباركة ليقف مندهشاً أمام تلك القفزات السريعة والكبيرة للحاق بركب التطور الذي واكب مجالات البناء والصحة والأمن والجيش والتعليم وغيرها من المجالات الأخرى بحكمة واتزان وبما يجعل المواطن متداخلاً مع الحضارات التي تحيط به وهو في نشوة أن يحقق هذا التقدم الذي كان يوماً ما حلماً بل شيئا لم يكن... إن تماسك الأيدي حكومة وشعباً ورفعها عالياً وهي تحمل أدوات البناء في عز وشموخ هو الذي أوصل هذه البلاد إلى مصاف الدول المتقدمة ولا يغيب عن الناظر والسامع أن المملكة العربية السعودية عندما أفاء الله عليها من خيرات الأرض وبركات السماء في أن تولي الحرمين الشريفين رعاية خاصة فتقيم بهما أكبر مشروعين على وجه الأرض لعمارة المسجد الحرام والمسجد النبوي وذلك لراحة المصلين والمعتمرين والزوار خاصة بعد زيادة أعداد الحجاج في كل عام..
إن احتفال المملكة بهذا اليوم لهو إحياء لذكرى طيبة ومناسبة خالدة يجب ترسيخها في أذهان الناشئة وبسطها أمام العالم لتكون منهجاً وأسلوباً يدرس ويحتذى به.
الرئيس التنفيذي لشركة الفوزان للتجارة والمقاولات