المتابع للنهضة الحضارية المعاشة على ثرى المملكة العربية السعودية يدرك دون أدنى شك حجم الجهد المبذول لتحقيق نتائج خطط إستراتيجية طموحة أفضت إلى تطور تنموي أضحى محط الدهشة والفخر بعد أن أصبحت المملكة العربية السعودية واحدة من الدول التي يقصدها الباحثون عن العلم والصحة والعمل مثلما يؤمها المسلمون في كافة أصقاع الأرض في تحول إيجابي ملفت وسريع.
ولأن اليوم الوطني مدعاة للتفكر واسترجاع الماضي المجيد وربطه بما نعيشه من حاضر زاهر ومستقبل مشرق فقد جاز لنا استلهام العبر من قدرة الله عز وجل فبإرادته قيض للوطن المخلصين من القادة فسار نحو تحقيق الأحلام من أقصر الطرق المؤدية إلى ما نحن عليه من نعمة الأمن والعيش الرغد، ففي كل يوم على سبيل المثال تصافح الأعين منجزاً جديداً وفي كل يوم يزداد تمسكنا ولله الحمد بمبادئنا الإسلامية فننافح عن تلك المبادئ ونذود عنها بالغالي والنفيس وفي كل يوم نشهد ميلاد مشروع صحي أو تعليمي أو خدمي في وطن أشبه بالقارة ومن خلال برامج تنمية بلا شبيه خاصة إذا ما استدركنا التباين في الطبيعة الجغرافية المختلفة واستحضرنا الخصوصية الاجتماعية وتنبهنا للمساحة الشاسعة والمترامية قياساً إلى أوطان كثيرة.
بقي أن أشير بعجالة إلى أهمية البعثات الدراسية الخارجية والداخلية على حد سواء وهو النهج الذي انتهجته المملكة في الآونة الأخيرة ذلك أن الاحتكاك بالشعوب والاستزادة بالعلوم طريقنا الصحيح لتحقيق التقدم الحقيقي ولا أرى ما يمنع زيادة أعداد الدارسين مع تحميل المقتدرين منهم جزءا من نفقات الدراسة على أن تتحمل الدولة الجزء الآخر في سبيل زيادة الأعداد ذلك أن الاهتمام بثقافة المجتمع مسألة في غاية الأهمية خاصة وقد بدأ الوعي يتنامى قياسا بفترات سابقة والحاجة بالطبع قائمة للمزيد.
حفظ الله الوطن وولاة أمره وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وكل عام والمملكة العربية السعودية وشعبها الكريم بألف خير.