لأنه شخصية فذة أثارت إعجاب من عرفه وجالسه.. شد إليه الرحال الرحالة من مختلف بقاع الدنيا ليحظوا بشيء من سحر الملك الموحد للجزيرة المترامية الأطراف بحجم قارة.
في الحديث عنه عذوبة نهر انساب من علٍ ليتدفق من بين أصابع الغيوم فتندى به الحياة.. وفي استلهام ذاكرة من جايله وواكب مسيرته ألق المجد وأزمان تعبق بها ذكراه..
هو عبدالعزيز أخو نورة.. السلطان الإمام الموحد لمملكة بزغ من كبد سمائها صباح لم تغب شمسه أو تأفل نجومه.. هو البطل فارس الصحراء التي وعدها ذات رحيل أن يعود ليطهر ترابها وقد أنجز الوعد، وهو خير من اقتدى بالرسول الكريم عليه أفضل السلام وأتم التسليم.
قال عنه فون قيزل الألماني الشهير بأنه بسمارك الشرق وذلك بعدما التقاه، وقال فيه شكيب أرسلان الذي التقاه عام 1930 «لقد وجدت فيه الملك الأشم الأصيد والعاهل الصنديد، فحمدت الله أن عيني رأت فوق ما أذني سمعت وتفاءلت خيرا في مستقبل هذه الأمة.
عبدالعزيز -رحمه الله- هو المستقبل الذي يمتد بماضيه حتى يعانق قمم الحياة.. كالجبل الذي يتكئ على الأرض ليمتد حتى سماء صافية.. وكذلك هذه الأرض وقادتها تواصلوا مع جذور أصولها ثابتة أينعت نبتاً طيباً.
المشوار طويل وممتد ومبهج بنجاحات باهرة وانتصارات ثقافية وسياسية واقتصادية وعالمية بدأه الملك المؤسس وسار على نهجه أبناؤه من بعده.. فها هو الأمن سمة هذه البلاد بعد عصور من الخوف مرت على جزيرة العرب.. وها هو عبدالله شبل عبدالعزيز الحاكم الأكثر شعبية في العالم، وقد رسخ لحوار الحضارات ووصل بمملكتنا إلى الصفوف الأولى في مجالات عدة، بل تكاد تملك زمام المبادرات ودفة القيادة.. وبعد أن كاد أملا طلب العلم ولو في الصين.. وصلت قوافل المشهد السعودي بكافة أطيافه إلى أبعد نقطة في الكون، وفي الصين اليوم يفتتح فرع ثالث لمكتبة الملك عبدالعزيز.
هو عبدالعزيز وهؤلاء أبناؤه.. وقد حرك حواسي كلها ما قرأت من بوح الأمير سلمان أمير التاريخ حين أرخ لوالده -رحمه الله- في الكتاب الذي أصدرته دارة الملك عبدالعزيز «ملامح إنسانية من سيرة الملك عبدالعزيز» الذي كان روعة في حديث الابن عن معلمه ووالده وقدوته ونفحات من علاقته به.
ما قاله فون قيزل عن عبدالعزيز وما أدهش الريحاني مما وجد من هذا الرجل القائد من صفات الفارس والإنسان، وما أشار إليه هيكل فكلها شهادات من التاريخ تشهد بعظمة موحد المملكة.
كل عام أيتها الأرض الطيبة وأنت وأهلك وهواؤك وسماؤك بألف خير..
- القراء الكرام سيكون المقال القادم تعقيباً على ردودكم حول مقالي السابق: الرياضة والثقافة.
لغازي القصيبي
الفجرُ لاحتْ رياضُ العزِّ.. وابتسمتْ: هنا التقى فارسٌ.. والشَّعْبُ والقدرُ تغفو الجزيرةُ حينًا..ثمَّ يوقظُها صدى الأذانُ.. فيندى الموسمُ العطرُ عبدالعزيز! نظمْتُ الفخْرَ ملحمة ً بها تظلُّ عيونُ الشِّعرِ تفتخرُ maysoonabubaker@yahoo.com |