مرصدُ الأحداث جاذبٌ للزمن الذي يُسجل الحدث ليكون مادة من مواد التاريخ، وقد تنبثق منه العبرة، فهو ساحةٌ يجول فيها فكر الإنسان ليستنتج الكثير من مشاهد التاريخ التي ربما بتراكمها تُمثِّل مشهداً إنسانياً أو أدبياً فكرياً، أو إنجازاً من هنا وهناك ينسجم وطموح الإنسان وتطلعاته.
وإذا كان هذا ما نتمناه لذاكرة التاريخ فإنه مع ذلك يُتخم بأحداثٍ يندى لها كل معنى إنساني حيث القسوة وسفك الدماء وقتل البراءة حتى لو تمثَّلت في طفل أو عجوز.
ومن شواهد ذلك ما يمارسه العدو وسلطاته المحتلة من ظلم وعدوان على أرض وشعب طحنته غطرسة القوة وظلم من أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق، ويتمادى هذا العدو في عدوانه وقهره وجبروته الذي بدأ يتنامى قبل ستين عاماً، فقتل العديد من الأبرياء ولا زال يواصل ذلك، ويقتل روح الانتقام العادل لدى الشعب الفلسطيني.
واليوم ينسحب الأمريكي من العراق لا منّةً منه.. ولكن بأثر ضربات المقاومة العراقية، تلك المقاومة التي لم تحظ بدعم أحد من الأقرباء، وإذ نذكر الرحيل الأمريكي الجزئي عن أرض العراق.. فالموضوع متداخل بين الأمريكي والإيراني.. وخذلان قد يكون من عوامل الإحباط إن وجد في العراق، فالانتهازية الإيرانية تضن بالمكاسب، والتاريخ يذكرنا بالصراع العربي الفارسي، وإنَّ ما يحدث ليس إلا فوراناً استدعته الصفوية، وهي الرائدة لكل حالات الصراع العربي الفارسي.
إنَّ العرب توقعوا مثل هذه الانتهازية، ولا زالوا ينتظرون ما هو أكثر، وإذا كان الأمريكي له وجهة نظر على الإيراني، فإنها لا تستطيع أن تخفى عن أعين العراقيين ومعهم العرب من دفعهم للإيراني ليخلق ما ساء من أمر على الرغم من جواره ورابط التاريخ وإن تباين في منطلقاته وأهدافه.
ومن نافلة القول إن لنا ثروتنا ولهم ثروتهم، وتبادل المصالح يتم بحوار واتفاق لا بعدوان آثم وظلم جائر، وهذا ما تمليه وتستلك طريقه البلدان المتحضرة، فكل قوة توفرت أسبابها وسيلة ردع لا عدوان، ودفاع عادل تقره شرائع كل الدول في العالم.
|
|
أخلاقيات العدوان د.عبد المحسن بن عبد الله التويجري
|
|