وجع الرأس هنا صفة يطلقها العامة على ما يشغل الإنسان مع أن بإمكانه التخلص منه نتيجة ما لحق به من التعب والمشقة، هذه العبارة تلقيتها من كثير من قرائي الأعزاء ومن الأصدقاء ممن يعشقون الفن التشكيلي ويتابعون ما يدور في عالمه محليا وعالميا مرورا بعالمنا العربي، تلك الجملة أتت أو قيلت مقابل (بعض) ما أقوم به ضمن متابعتي في صفحات ثقافة الجزيرة الأسبوعية لنشاط الساحة التشكيلية وهو مبدأ ومهمة ومطلب وطني قبل أن يكون تبعا للتخصص أو الانتماء لهذا الإبداع الذي أخذ من عمري ما يقارب الأربعين عاما، منها واحد وثلاثون عاما في مجال الصحافة التشكيلية التي منحتها لي جريدة الجزيرة ومن رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك الداعم الإعلامي الأول بلا منازع بمساحات مفتوحة للفن التشكيلي السعودي قل أن نجدها في صحف أخرى، وقد يعني هؤلاء الأحبة ما يتعلق بجوانب قد تشغلنا عن الأهم تتعلق بفئة معينة في الساحة تعمل في الظلام وتطلق أعيرة كلامية لا تصيب ولكنها (تدوش).
تلك العبارة التي حملها عنوان الزاوية قصد منها الزملاء وفي كل مرة ألتقي فيها بهم مطالبتي بالعودة لمرسمي ولوحتي وألواني بعد انقطاع طال يلازمه رغبة في عودة أصبحت ثقيلة مع إصراري عليها قريبا بإذن الله.
والحقيقة أنني حينما أتوقف عند تلك العبارة أجد أن فيها شيئاً من الصواب خصوصا إذا اعتبرت ما يواجهني ويواجه زملائي محرري الصفحات التشكيلية أو كتاب الزوايا الأسبوعية فيها من ردود فعل من قبل بعض المنتمين للساحة التشكيلية تكون جارحة وقاسية أحيانا وضعت جملة (وجع الرأس) في موقعها وتأثيرها، إلا أنني وبعد هذا العمر والتجربة امتلكت قوة على تحمل الكثير، وغظ الطرف والتسامح وإتباع الحسنة السيئة تجاه أولئك البعض، رحمة بهم وشفقة على ما يحملونه في صدورهم من مشاعر يعرفها الجميع أفقدتهم الكثير من المصداقية عند من كانوا يرون فيهم الحكمة والعقل.
تلك العبارة أو ما يثبت حقيقتها من مواقف أصبحت بالنسبة لي منطلقا للتحدي والاستمرار لكن الأمر يتطلب إمساك العصا من منتصفها بين خدمة الفن ومتابعة جديدة والتعريف به للمجتمع كأمانة لا يمكن أن أخونها أو أتراجع عنها تقديراً لمن كان له الفضل فيه (أبو بشار) مع تقديري لمن قال أو أشار أو لمح بتلك العبارة أو ما شابهها، أن أعود للساحة بالمعارض والمشاركات للحاق بزملاء تعتز بهم الساحة ويعتز بهم من يتابعهم ويرى فيها مبدعين مخلصين لهذا الرافد الثقافي الهام في حضارة الإنسانية، زملاء يعملون بصمت ويشغلون العالم بإبداعهم إعجابا واندهاشا بابن الصحراء وراكب الجمل الذي أضحى منافسا لفناني العالم، حينما تظهر تلك الإبداعات عياناً بياناً في معارضهم ونشاطاتهم في مختلف دول العالم، يجوبون بها كل الأقطار ناقلين رسالتهم السامية بعينين إحداهما على قيمنا ومبادئنا وأخرى على مواقع النجاح والتميز والحضور عالمياً، بعيد عن الأحقاد والضغائن والبحث عن القليل والقال، هؤلاء هم بالفعل القدوة التي نرى فيهم مستقبل هذا الفن.
لقد كانت تلك العبارة بمثابة الوخز الذي أعادني للواقع الذي يجب أن أكون عليه فانتظروا جديد صفحاتنا التشكيلية بروح ورائحة ومذاق لا يشوبه شائبة ولا نندم فيه أو نشعر منه (بوجع الرأس).
monif@hotmail.com
|
|
للرسم معنى وش لك ووجع الرأس محمد المنيف |
|