تقرير - د. حسن أمين الشقطي :
أغلق مؤشر السوق هذا الأسبوع عند مستوى 6435 نقطة، رابحًا حوالي 81 نقطة خلال أيام التداول الأربعة الأخيرة، ولتصل أرباحه إلى حوالي 129 نقطة خلال الفترة منذ بدء التداول بعد عيد الفطر المبارك..
وتأتي هذه الأرباح الأخيرة في ضوء التحسن الإيجابي النسبي في مستوى السيولة المتداولة حيث تجاوزت مستوى 2.6 مليار ريال يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين.
ومن الأشياء اللافتة للنظر استقرار مكرر ربحية السوق ككل عند مستوى 15.1 مرة في ظل استقرار المؤشر الفردي لحوالي عشرة قطاعات عند مستويات تقل عن 16 مرة تقريبًا.. إنها المرة الأولى التي يسجل فيها هذا العدد من القطاعات السوقية هذه المكررات الإيجابية.. ويعيد هذا التحسن في مكررات الربحية للذاكرة من جديد السؤال المهم : هل بهذا انتهى التصحيح؟ هل بات السوق مستقرًا؟ وإذا انتهى التصحيح، لماذا لا تتحرك الأسهم كما كانت تتحرك من قبل؟ دلالات مؤشر مكرر الربحية.. مؤشر مكرر الربحية أو ما يعرف بالسعر للعائد يعطي دلالة عن عنصرين هما السعر السوقي وعائد السهم أو القطاع. وبالتالي يبين مسار الأسعار أو القيم السوقية لها.
وفي الماضي كنا نرى مستويات تزيد عن نحو 50 مكرر وربما تزيد عن 100 أو 200 أو حتى 400 مكرر لغالبية أسهم السوق.. الآن أعلى مكرر ربحية لسهم بالسوق هو 260 مكرر وهو لسهم مسك..
إلا إن متوسط مكرر ربحية السوق ككل وصل يوم الاثنين الماضي إلى حوالى 15.1 مكرر.. وهو مستوى جيد ومقبول.
وبتتبع مكرر ربحية السوق خلال السنوات الثلاث الأخيرة، اتضح أن مكرر ربحية السوق سجل أفضل مستوى له في عام 2008 عند مستوى 9.7 مكرر، في ضوء تحسن العوائد على الأسهم، حتى رغم ارتفاع قيمة المؤشر الرئيسي للسوق خلال هذا العام.
تطور مكررات الربحية للقطاعات السوقية..
خلال عام 2010 سجلت مكررات ربحية غالبية القطاعات مكررات جيدة تدور في المتوسط ما بين 15 إلى 20 مكررًا باستثناء ثلاثة قطاعات هي الطاقة والاستثمار المتعدد والاستثمار الصناعي.. وبالنسبة للقطاعات الاستثمارية الرئيسية الثلاث بالسوق، وهي المصارف والبتروكيماويات والاتصالات، فقد سجلت مستويات 16 و15.4 و9.2 مكرر على التوالي، وهي مستويات جيدة ومقبولة نسبيًا.. أما قطاعات الخدمات المعروفة قديما بمضارباتها، والتي كانت مكررات ربحيتها تزيد بحد أدنى عن مستوى 100 مكرر في الماضي، فقد تحسنت كثيرًا، حتى صار مكرر ربحية الزراعة عند 16.9 مكرر..
أما الأمر الجيد الذي شهده عام 2010، فهو تصحيح قطاع التأمين، والذي حسب آخر إغلاق له، فقد وصل مكرر ربحيته إلى 10.4 مكرر، وذلك رغم أن كثيرًا من أسهم هذا القطاعات سجلت قفزات سعرية كبيرة في أسعارها السوقية، وبخاصة عند فترات طرحها الأولى.
الأسهم القديمة التي لا تزال في طور التصحيح.. يوجد نوعان من الأسهم بالسوق حاليًا، يتمثل النوع الأول في الأسهم التي يزيد مكرر ربحيتها عن 30 أو 40 مكررًا، وهي أسهم إما مطروحة خلال سنوات حديثة أو أسهم لا تزال أسعارها السوقية تشهد بعض الارتفاعات، وهذا النوع من الأسهم غير مخيف، لأن مكررات ربحيتها جميعًا شهدت تراجعًا من مستويات أعلى.
أما النوع الثاني وهو الذي يسبب بعض القلق، فهو العديد من الأسهم القديمة التي تسجل مكررات ربحية سالبة (س)، وهذه الأسهم تجمع بين عوائد سالبة وبين ارتفاعات في أسعارها السوقية، وهي تتمثل (حسب إغلاق الاثنين) في اللجين، ثمار، أنعام القابضة، نادك، القصيم الزراعية، الأسماك، الشرقية للتنمية، جازان للتنمية، الباحة، الصادرات، الكابلات، مبرد، شمس.
ورغم أن بعضًا من هذه الأسهم مثل القصيم والباحة ومبرد والكابلات وجازان ذات أسعار سوقية متدنية حاليًا (9-14 ريالاً)، إلا إن خسائرها خلال الفترة الأخيرة وقفت حجر عثرة أمام تحسن مكررات ربحيتها.
انتهى عصر تصحيح السوق.. ولكن لم ينته عصر تصحيح الأسهم..
إن السؤال عن تصحيح السوق الآن يعد في غير محله، لأن تصحيح السوق أو تصحيح المؤشر يعد قد انتهى، إلا إنه مع ذلك، لا يزال هناك تصحيحات لأسهم بعينها أو ربما قطاعات معينة، وهذه التصحيحات تتم بعناية ورعاية صناع سوقها.
(*) محلل اقتصادي
Hassan14369@hotmail.com