محليــات

سؤال طرحته منتديات الشباب وطرحته بعض منتديات الفئات الخاصة مثل الأقليات وذوي الاحتياجات الخاصة وكذلك المرأة بوصفها فئة.

السؤال على أنه مثير إلا أنه مستفز، حيث لا يوجد في العالم كله علاقة نفعية بين المواطن ووطنه وتسمو هذه العلاقة عن المزايدات، تماما مثلما هي علاقة البنوة والأبوة والأمومة فلا فكاك منها ولا علاقة لها بالحسابات المادية والانتفاعية، الإنسان والأرض الذي ولد فيها ونشأ بها ودرج على بسيطتها ومرتفعاتها وتنشق رائحة مطرها ولفح قيظها وسمومها الصحراوي الذي يستحيل إلى حبل سري لا ينقطع حتى بعد الموت وإلا كيف نفسر وصية المغتربين والمهاجرين بأن يدفنوا في مساقط رؤوسهم. إذن لا اختلاف بأن العلاقة بين الإنسان ووطنه أسمى من أن تخضع للمقايضة.

الوطن ليس هو الوزارات والمؤسسات الحكومية مثلما أن الدولة ليست هي تلك المؤسسات والوزارات، ونقد تلك الأجهزة ليس نقدا للوطن أو الدولة لهذا فإن من إخلاص المحبة للوطن هو أن يسهم المواطن في نقد أداء الأجهزة الحكومية والكشف عن مظاهر القصور ومواضع الإهمال، بل إن خادم الحرمين وقائد الإصلاح قد وجه الصحافة بمزيد من الشفافية ومنح المواطنين المساحة الكافية للتعبير عن مطالبهم وملاحظاتهم ومازلنا نطمح بالمزيد من المساحة المتاحة للتعبير عن الرأي في التلفزيون السعودي مثلما هو قائم في الصحف حتى نوطن الشأن العام السعودي ونرد غيبته من الفضائيات العربية !.

عودة للسؤال المطروح الذي أرى أن تصريح الشباب به خير ألف مرة من أن يضمروه في أنفسهم فيبقى ويتراكم ويبني حاجزا بينهم وبين وطنهم. لابد من مناقشته وأتمنى لو كان عنوانا لندوات يتحدث بها في اليوم الوطني مفكرون وأكاديميون يتحدثون مع الشباب ويتحاورون معهم.

لنا وطن بهي جميل يستحق أن نحتفل به، فقد استحال عبر مدة قياسية لاتتجاوز الثمانين عاما إلى وطن نفخر بالانتماء إليه، دينا ومجتمعا واقتصادا وإعلاما وتطورا متناميا لايتوقف.

طموحاتنا كبيرة لأننا ندرك أن لنا وطنا كبيرا. نتوق دائما لأن يكون المسؤولون -المنوط بهم تحقيق أحلام شبابنا -أن يكونوا على قدر تطلع قائد هذا الوطن وثقته بهم وأن يعود علينا يومنا اليوم الوطني كل عام وثمة انفراج كبير يحدث في مشكلات الشباب المعقدة وأهمها البطالة وتساوي الفرص وتوطين المال السعودي واستثماره في ما يعود على أبناء الوطن بالخير والرفاه، أيها الشباب احتفلوا بالوطن فوطنكم جميل بكم وأنتم جميلون به.