الجزيرة - الرياض
يدشن اليوم السبت مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام «تطوير» بالتعاون مع جامعة أكسفورد برنامج السعودية أكسفورد للقادة التربويين بمشاركة نحو أربعين قياديا من وزارة التربية والتعليم، ويعتبر هذا البرنامج أول مشروع متخصص لقيادات التعليم العام تنفذه جامعة أكسفورد خارج القارة الأوروبية وأول مشروع لها في هذا المجال في المملكة العربية السعودية، ويقدم برنامج السعودية أكسفورد لقادة قطاع التعليم وسائل متطورة وإبداعية وتطبيقية لتأهيل القادة ولتعميق المعارف وتبادل وجهات النظر حول التحديات الحقيقية التي تواجه قطاع التعليم العام في المملكة وكيفية تأثيرها على تنافسية مخرجات قطاع التعليم والتعرف على الإستراتيجيات والأدوات التي تحتاجها القيادات التربوية لتطوير القيادة وتعزيز تطبيقات روح المبادرة الإيجابية لإحداث تغيير حقيقي لتطوير التعليم في المملكة بما يتواكب مع تطلعات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. وقد تم إجراء المقابلات الشخصية للمشاركين المرشحين مع الفريق الأكاديمي للبرنامج من جامعة أكسفورد للمشاركة في أعمال البرنامج والذي تستمر فعالياته لنحو ثمانية أشهر.
وقال فيصل بن عبد الرحمن ابن معمر نائب وزير التربية والتعليم: «إن برنامج السعودية أكسفورد للقيادات التربوية والذي يقوم مشروع تطوير بالتعاون مع جامعة عريقة مثل أكسفورد على تنفيذه، يهدف إلى إحداث نقلة معرفية في التفكير الإستراتيجي لدى قيادات قطاع التعليم في المملكة لمواجهة التحديات التنموية الملحة، ويأتي ذلك تأكيدا لأهمية الدور المحوري للقيادات التربوية في قطاع التعليم في المملكة في تطوير التعليم التي انطلقت من توجيهات خادم الحرمين الشريفين والتي تهدف إلى نقل المجتمع السعودي إلى مجتمع معرفي ومنتج ومنافس»، وأكد ابن معمر «إن الاستثمار في التنمية البشرية، وبخاصة إعداد وتأهيل القادة، هو أفضل وأجدى أنواع الاستثمار، مبيناً أن إستراتيجية التعليم تنطلق من عدة أهداف ورؤى بداية لتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية في بناء المجتمع الإنساني القائم على المعرفة وعمارة الإنسان للأرض ومحور ذلك هو العقل الواعي والبيئة المناسبة لإبداع الأجيال والقيادة الفعالة».
وأوضح جاي هاسكنز عميد الدراسات التنفيذية في جامعة أكسفورد عند بدء أول الخطوات العملية للبرنامج بأن جامعة أكسفورد حريصة على تقديم قيمة حقيقية مضافة للقيادات التربوية السعودية المشاركة في البرنامج لاستكشاف التحديات والفرص ولدعم وإلهام القادة التربويين من أجل مواجهة التحديات التنموية والارتقاء بمهارات القيادة والإدارة المتقدمة في قطاع التعليم العام من خلال الأسلوب التعليمي الفريد الذي تتميز به جامعة أكسفورد في تأهيلها وتعليمها للقادة لما يزيد عن ثمانية قرون.
ومن جهته صرح الدكتور علي بن صديق الحكمي مدير عام مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم «تطوير» أن تطوير القيادة التربوية هو الحجر الأساس لنجاح جهود وتطوير التعليم وتحقيقه لأهدافه وكذلك سعي مشروع تطوير إلى جعل ذلك من أهم أولوياته حيث وضع المشروع خطة متكاملة لتطوير القيادة التربوية على جميع المستويات سواء المستويات العليا في جهاز وزارة التربية والتعليم وإدارات التعليم,أو على مستوى المدرسة والذي ستنفذ فيه مجموعة من البرامج التطويرية الإستراتيجية الموجهة لمديري المدارس ووكلائهم والمشرفين التربويين، وقال: «إن مشروع تطوير يفخر بالتعاون مع جامعة أكسفورد في تنفيذ هذا البرنامج نظراً لنجاحاتها الكبيرة في مجال القيادات العليا والتنفيذيين.
كما يساهم المشاركون في البرنامج في تنفيذ مشروعات جماعية تعالج قضايا حيوية لتطوير قطاع التعليم في المملكة ومشروعات فردية تركز على إحداث التغيير المباشر في نطاق عمل القائد وتحت إشراف فريق عمل محترف من جامعة أكسفورد ومشروع «تطوير» وجهات أخرى».
ويساهم البرنامج في تنفيذ إستراتجيات تطبيقية لتطوير الفهم العميق للتغيير المتسارع في العملية التعليمية برمتها من واقع التجارب الدولية المختلفة والاستراتيجيات والأدوات اللازمة لتحقيق الأهداف بتطوير تعليم قادر على المساهمة الفاعلة في التنمية البشرية في المملكة وتطوير المهارات التعليمية عند المعلمين.
وأشار البروفيسور لاليت جوري أستاذ الدراسات الدولية في جامعة أكسفورد والمدير الأكاديمي لبرنامج السعودية أكسفورد في كلمته بمناسبة بدء الخطوات العملية للبرنامج أمس إلى أن برنامج السعودية أكسفورد للقادة التربويين المصمم خصيصا لتلبية احتياجات كبار التنفيذيين وقادة قطاع التعليم في المملكة سيساهم في تعزيز فعالية المشاركين كقادة قادرين على إلهام الآخرين وعلى التعامل مع حالات من الإجهاد الذهني والنفسي وتحفيزهم للالتزام المهني لتحسين التطور الذاتي والمعرفي ليكونوا على المستوى التنفيذي والتأهيلي المطلوب لمواجهة التحديات التي تواجه قيادات الوزارة أو إدارات التعليم في المناطق أو المدارس على حد سواء.
وستعقد اجتماعات وحلقات نقاش مع كبار التنفيذيين في المملكة وقادة دوليين شاركوا في إحداث تغيير جوهري في قطاع التعليم في بلدان مثل فنلندا وسنغافورة وبريطانيا وكوريا الجنوبية.
وفي نهاية البرنامج سيحصل المشاركون على عضوية دائمة في رابطة خريجي أكسفورد وعلى بريد إلكتروني للرابطة مدى الحياة.