Saturday  25/09/2010 Issue 13876

السبت 16 شوال 1431  العدد  13876

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

           

في مثل هذه الأيام من العام الماضي بدأت في كتابة هذه السلسلة من المفارقات اللوجستية، أذكر حينها أن سعادة رئيس التحرير استرعى انتباهي بأدب جم إلى ظاهرة الانقطاع عن الكتابة، وأذكر حينها أنني حاولت التذاكي بردي أنني ممن يبحثون عن مساحة لمفارقاتهم، ولست ممن يبحثون عن مفارقات لتحبير مساحات، وبالتالي فإن توالي الأحداث وعلاقتها بالهموم الوطنية والعربية والإسلامية هي التي ستحكم الاستمرار أو الانقطاع، وكان رده حفظه الله «أبشر فالأيام حبلى بالمفارقات».

ومضى عام والمفارقات اللوجستية تتوالد مع مرور الأيام يتم تجاهل بعضها لعدم الإلمام بخلفيات تلك المفارقة وعناصرها وتداعياتها القريبة أو البعيدة.

من تلك الأحداث، ما يجري في أمريكا اليوم من استفتاءات كلها تشير إلى تدني شعبية الرئيس «أوباما، وتدني شعبية الرئيس تؤثر سلباً على حظوظ حزبه، مما يعني خسارة مؤكدة في الانتخابات النصفية القادمة لمجلس الشيوخ والنواب وحكام الولايات في نوفمبر القادم.

المراقبون يعلمون أن هذه «حالة سياسية» تتطلب إنجازات كبيرة أو فقاعات إعلامية، تعيد للرئيس «أوباما» ولحزبه الديمقراطي شيئاً من شعبيته.

وسرعان ما أعلن الرئيس «أوباما» التزامه بما سبق وقرره بشأن الانسحاب من العراق وأعلن «انتهاء المهمات القتالية» لجيشه في العراق، وانسحاب أعداد كبيرة من الجنود الأمريكان وعودتهم إلى بلادهم - للتذكير فقط فقد سبق للرئيس بوش أن أعلن ذلك بعد شهر فقط من غزوه للعراق.

ثم أعلنت أمريكا عن عملية سلمية فلسطينية إسرائيلية جديدة، وأعلن البيت الأبيض بدء مفاوضات مباشرة بين الطرفين في واشنطن وبرعاية أمريكية وبحضور زعيمين عربيين يقيمان علاقات دبلوماسية تمت برعاية أمريكية، تبعها اجتماع في شرم الشيخ والقدس وهناك قمة قادمة في واشنطن.

ترى هل ما يجري هو إنجازات أم فقاعات؟ بمعنى هل المقصود حقيقة إنهاء احتلال أمريكا للعراق وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟

فيما يتعلق باحتلال العراق، فإن الخسائر الأمريكية البشرية والمالية، واليأس من إحكام السيطرة، كافية لإرغام «أوباما» على إنجاز وعده بالانسحاب «التكتيكي» من العراق.

أما فيما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي، فإن الخسائر الأمريكية البشرية والمالية، واليأس من إحكام السيطرة، كافية لإرغام «أوباما» على إنجاز وعده بالانسحاب «التكتيكي» من العراق.

أما فيما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي، فإن ما يجري يثير عدة تساؤلات!! هل «أوباما» وحزبه بحاجة فعلاً لإنجاز شيء على صعيد الصراع العربي الإسرائيلي لتعزيز حظوظهم في الانتخابات القادمة؟ أم أن ما يحدث هو مجرد إنفاذ لوعد قطعه «أوباما» على نفسه وعيّن من أجله سيناتوراً أمريكياً، يستحق أن تتفرغ الخارجية الأمريكية لمحاولة تنفيذه؟

هل الفريق الأمريكي الراعي للمفاوضات المباشرة، قد حصّن هذه المفاوضات ضد ما تعرضت له مفاوضات بدأت وفشلت عدة مرات على مدى تسعة عشر عاماً من مدريد إلى أوسلو إلى كامب ديفيد إلى أنا بوليس؟

ما الذي جدَّ لتنجح المفاوضات هذه المرة؟ فإسرائيل متحدة في مسألة الدولة اليهودية الخالصة، ومنقسمة حول الإنسحاب من الضفة الغربية وتفكيك المستوطنات، والفلسطينيون منقسمون بين راضين بدولة فلسطينية على الأراضي التي احتلت على 67، ورافضين يطالبون بدولة فلسطينية من النهر إلى البحر.

لن أنهي هذه المفارقة بالتفاؤل أو التشاؤم حول الانسحاب من العراق أو حل النزاع العربي الإسرائيلي، ولكن أنهيها بالتحذير من مشروع أمريكي إسرائيلي جديد يستهدف العرب والمسلمين يتم عادة في كل مرة يتم فيها تحريك عملية السلام العربي الإسرائيلي.



 

مفارقات لوجستية
أبشر فالأيام حبلى بالمفارقات
د. حسن عيسى الملا

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة