ما شهدته المنامة من مباحثات ومشاورات بين وزراء داخلية جوار العراق، وبالذات بين دول الخليج العربية، أظهر من جديد أن هذه الدول تعمل بهدوء، وبدون ضجيج وسياسات معلنة؛ من أجل الدفاع عن أمنها وتقويته واستقرارها من خلال الحكم الرشيد الذي تسير عليه قياداتها، والعدل بين مواطنيها، والمساواة بينهم دون تمييز لفئة دون أخرى. وهذه الدول العربية، التي عُرف عنها التزامها بالشرعية الدولية وبالمواثيق التي تسيّر شؤون الدول، لا يمكنها إلا أن تكون منسجمة مع الشرعية الدولية في مكافحة الإرهاب ومحاصرة التطرف، وعدم التعاون مع الأنظمة التي تخرج على الشرعية الدولية؛ ولهذا فإن دول الخليج العربية لا تسمح لأي نظام أو دولة خارجة على ما أجمعت عليه الأسرة الدولية بأن تجعل من بلدانها ميداناً لإرهاب وتهديد المجتمع الدولي، من خلال التسلل إلى الجبهات الداخلية وتحريك ما يسمى بالخلايا النائمة أو العناصر الطائفية التي لا يربطها بالوطن الذي تعيش على أرضه ولا بإخوانهم الذين يشاركونهم مسؤولية الوطن سوى التآمر الذي يمارسونه ضد مصالح أوطانهم. ولذا فالعبث بأمن الخليج العربي وتوظيف جبهاته الداخلية لخدمة توجهات مذهبية مقيتة لا يمكن أن تسمح به قيادات دول الخليج العربي ولا أهله الذين وإن أحسنوا مد يد حسن الجوار إلا أنهم لن يتوانوا في قطع اليد التي تمتد إليهم بالشر والضرر.