الريـاضيـة

البلجيكي جيريتس ليس بالمدرب المبتدئ ولا المدرب المتخبط ولا بالمدرب متواضع القدرات، لذلك لا يمكن إرجاع طريقة اللعب العجيبة التي انتهجها أمام الغرافة القطري في الدوحة إلى الجهل ولا إلى العشوائية ولا إلى عدم الفهم.

فهو مدرب كفء وقدير ومقتدر. ولكن ما فعله في مباراة الرد أمام الغرافة لا أجد وصفاً له إلا الحماقة التدريبية.

فكيف بفريق كاسب لمباراة الذهاب بثلاثة أهداف نظيفة يخوض مباراة الإياب على أرض الخصم وهو فاتح ملعبه على مصراعيه للطرف الآخر ليسرح فيه ويمرح...!!

لقد دخل الهلال مباراة الدوحة برباعي الدفاع إضافة إلى محور واحد هو عبداللطيف الغنام والبقية ليس لهم علاقة بالمناطق الخلفية لفريقهم فجميعهم ذوي نزعة هجومية بحتة كالشلهوب والفريدي ونيفيز وولهامسون وياسر..!! فلماذا هذا الاندفاع المبكر لملعب الخصم.؟!

فإذا كان الهلال في الظروف الطبيعية للمباريات يلعب بشكل متوازن بوجود محورين على مستوى عال للغاية هما رادوي وعزيز. فكيف يلعب مباراة مصيرية ومهمة ومطالب فيها بالمحافظة على مرماه أولاً بمحور واحد تقل قدراته كثيراً عن خالد عزيز وعن رادوي..؟!!

وهذه الطريقة الغريبة منحت لاعبي الغرافة الفرصة للوصول إلى مرمى العتيبي بكل سهولة ويسر طوال دقائق المباراة ومكنتهم من أن يسجلوا أهدافاً بمختلف الأوضاع وصل عددها في الشوط الأول إلى ثلاثة وهو رقم لا يسجل في مرمى الهلال طوال دور واحد من الدوري فكيف بشوط واحد..!!!

من المؤكد أن جيريتس كان يتوقع أن الغرافة سيلعب مهاجماً منذ البداية وهو توقع صحيح وحدث فعلاً لذلك خطط بأن يستثمر هذا الهجوم الغرفاوي المبكر وأن يباغتهم بهجوم مضاد لاستغلال اندفاعهم والمساحات الخالية في ملعبهم. هذه كانت حسابات ما قبل المباراة.

أما واقع المباراة فكشف أن المساحات الخالية كانت في الملعب الهلالي، وأن الغرافة هو الذي استغل اندفاع الهلال غير المبرر وغير المنطقي فزار لاعبوه شباك العتيبي أربع مرات كادت تطيح بآمال الزعيم وجماهيره وراء القارة.

ولكن الفرج الإلهي والفرح الهلالي جاء برأس ياسر وقدم عيسى فنجا الزعيم من مقصلة خطة جيريتس الحمقاء التي نتمنى أن تكون درساً له في الجولات القادمة.