في 24 -9-2001 أي قبل نحو 14879 يوما، طبقا لأرشيف الرياض الإلكتروني، نشرت مقال مع الذكرى الواحدة والسبعين لليوم الوطني، «إجازة اليوم الوطني ما المانع..؟!».
وقتها قبل تسع سنوات تحديدا، كان الاحتفال باليوم الوطني للأسف- أشبه بالبدعة، ولم يكن صوت يعلو على صوت الرأي الواحد، الرافض لأي مظهر من شأنه أن يعبر عن النشوة الوطنية، وإعلان مظاهر الاحتفاء لتأسيس كيان يريد أبناؤه وشبابه وأطفاله التعبير التلقائي، أتذكر وأنا أطالع اليوم الصور التي تنشرها جريدة الجزيرة حول مظاهر الفرح، تلك الردود أو حتى الرسائل الإلكترونية التي وصلت إلى صندوق بريدي تشجب وتستنكر الدعوة والمقترح المنشور في المقال، واعتبرتها دعوة للتشبه بالغرب وغيرها من التوصيف والعبارات الجاهزة والمعلبة التي تعرفونها، لكن أيضا كان بين التعليقات والرسائل دعما للفكرة البسيطة، وأتذكر جيد أن من بين المعترضين حينها في رد موسع على إحدى المنتديات»طالب علم»، يشارك الآن بالتعليق والكتابة عن منجزات البلاد بذكرى اليوم الوطني الثمانين، وهذا بلا شك تحول إيجابي جدا.
مرت سنوات وأصبح العيد الأخضر واقعا، وأصبحنا مثل كل دول العالم نعبر عن يومنا الخاص بفرح، ونستمتع باسترخاء نتذكر أسبابه، لنعود أقوى التصاقا بهذا التكوين، قد تبدو أشياء صغيرة لكنها مهمة في تربية وطنية، وفي رفع شعور وطني بقيمة المنجز وحفاوته، قيمة ستتعزز مع الوقت للسعي للحفاظ عليه، والمشاركة في تدعيمه، واحترام قوانينه وتطبيقها، والحفاظ عليه من الفساد والمصالح الخاصة، والطمع الشخصي، والمساهمة في مسيرة تحديث وتطوير وتنوير حقيقي للبلاد.
كإعلامي سعودي، يهمني اليوم النظر بعين المهنة، والأمر الذي يشهده الجميع، هو أن الإعلام العربي والعالمي أصبح يضبط ساعته على توقيت السعودية، فيما نعيش مرحلة تمتاز بالحريات الإعلامية وبامتياز، وهي واحدة من أبرز علامات عصر الملك عبدالله الانفتاحية والتحديثية.
الإعلام يتمتع بحرية جيدة جدا، ويساهم في دفع المجتمع نحو التحديث والعالمية، ويراقب الأداء الداخلي بشكل ملفت، فيما أدوات الإعلام تتشكل وتدفع بتأثيراتها نحو المستقبل بشكل واضح، حيث لم يكن يتوقع أصحاب ثقافة التلقين والإرسال، أن تحضر أصواتا أخرى تعبر عن الرغبة في التفاعل والتجديد، وهذه هي المفاجأة غير السارة التي تجعلهم يلوحون بالهجوم والتنديد بحرية الإعلام السعودي اليوم، فيما المتابعون داخليا وخارجيا يؤكدون الاحتفاء بدوره الجميل لتقديم ثقافة التنوع والتعدد والتسامح، بشكل يتفوق على سلطة الرأي الواحد وضيق أفقه!
وكل رأس سنة خضراء والمخلصون والفاسدون في المكان الذي يستحقونه، والوطن أكثر فرحا ونزاهة وأمنا.
إلى لقاء..
|
|
ممر رأس السنة الأخضر..! ناصر الصرامي |
|