كنا قبل عدة أعوام حذرنا من انتشار قنوات التعصب القبلي وما تحدثه من تفريق للصف بين أبناء الوطن الواحد!! ولم نكن نتوقع أن تأتي قنوات أخرى بما هو أدهى وأمر، هذه القنوات تمثل خطرا على الأمة الإسلامية:
لقد سخرت هذه القنوات برامجها لإثارة الفتن بين أبناء الإسلام من خلال التشدد والتطرف والتكفير والدعوة إلى الفتن من خلال استضافتها لعدد تدعي أنهم علماء أو مؤرخين أو محللين سياسيين وكل واحد من هؤلاء يهرف بما لا يعرف، فبدلاً من إيجاد الصفات الحميدة وزرع الحب بين الناس والتآلف والتراحم استبدلوا كل ذلك في نزاعات ومواقف عقيمة ومتناقضة وهنا يتعرى الفساد الروحي والأخلاقي في الطرح؟
يا له من أمر مؤسف حقاً! لقد كان أسلافنا يعتبرون أن كل من شهد أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله هو أخ مسلم لا يجوز التعدي عليه لأن دمه حرام وماله حرام وعرضه حرام ولذلك ليس من المصلحة أن نترك ما جاء به النص الصريح من الخالق المصور جلَّ وعلا، ومن نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم وننتقل لأغراض شخصية وعقل مجرد يعتقد أنه على حق وأن كل الآخرين على خطأ!
لقد تناولت بعض المقالات في صحافتنا المحلية الموقرة ما قاله ياسر الحبيب عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ثم قرأنا إعلانات وكتابات من إخوتنا في الإسلام وهم يستنكرون هذه الأقوال مؤكدين أن الحبيب لا يمثل إلا نفسه وإيماناً بقول الله تعالى: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، فعلينا أن ندرك كيف كان القرآن الكريم ينظر إلى المجتمع الإسلامي وعلينا تفويت الفرصة على كل من يحاول تفريق صف المسلمين وندرك أن الأمة الإسلامية هي أمة واحدة وربها واحد ودينها واحد ونبيها واحد وعلى الجميع تكريس وترسيخ هذا المفهوم في عقول الناس. وعلى الأمة الإسلامية مقاطعة هذه القنوات التي تدعو إلى التفكك والتشرذم وتحارب أبناء الإسلام بإيعاز من أعدائهم وعلى الجميع الرجوع إلى الله ورسوله في كل الأمور.
|
|
قنوات الفتنة مهدي العبار العنزي
|
|