موسكو - سعيد طانيوس

نقلت صحيفة «ارغوميتي نيديلي» الروسية الصادرة في موسكو، عن مصدر أميركي تأكيده أن زيارة وزيرة الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف في الأسبوع الماضي إلى الولايات المتحدة الأميركية، وهي الزيارة الأولى لوزير دفاع روسي إلى أميركا منذ ستة أعوام، تمخضت عن نتائج هامة لم يتم الاعلان عنها، على الرغم من إعلان المصادر الرسمية عن توقيع عدد من الاتفاقيات بين وزارتي دفاع الدولتين. وذكرت الصحيفة أن النتائج غير المعلنة تتمثل في طلب الولايات المتحدة مساعدة روسية « عسكرية « لحربها في افغانستان. وفي توقف روسيا عن معارضة نشر عناصر الدرع الصاروخي الأميركي في شرق أوروبا بالقرب من الحدود الروسية بعدما أكد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس لنظيره الروسي أن هذا لا يمثل أي تهديد لروسيا. وبناء عليه، أكد الوزير سيرديوكوف بدوره لنظيره الأميركي أن روسيا لن تقوم بتحصين منطقة كالينينغراد (وهي جيب روسي داخل الاتحاد الأوروبي) ولا تنوي نشر صواريخ «اسكندر» مثلا، هناك. وسوف يرسل البنتاغون في أقرب وقت خبراءه إلى أذربيجان ليفحصوا قدرات الرادار الروسي الموجود هناك والذي قد ينضم إلى شبكة إنذار مبكر لحلف شمال الاطلسي (الناتو) لاكتشاف الصواريخ المهاجمة. وطرح الوزير سيرديوكوف مشروعا تجاريا للتعاون من أجل صنع طائرة نقل عسكري جديدة تماثل طائرة «ان-124» الروسية المسماة ب»رسلان»، وبيع عشرين مروحية روسية من طراز «مي-17» إلى الجيش الأميركي. وبدورها طلبت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» مساعدة الخبراء الروس في محاربة «طالبان» في أفغانستان. وأوضح مصدر من الوفد العسكري الروسي أن البنتاغون رجا أن ترسل موسكو مستشارين عسكريين ممن اشتركوا في الحرب التي خاضها الاتحاد السوفيتي في أفغانستان ليشرفوا على تدريب أفراد قوات العمليات الخاصة الأميركية الذين «لا يفهمون العقلية الأفغانية».

كما طرح الأميركيون موضوع إرسال وحدات من قوات العمليات الخاصة الروسية إلى أفغانستان. ورجح المصدر الروسي أن يكون للأميركيين ما يريدون لأنهم «لا يجدون مخرجا آخر للمأزق الذي أقحموا أنفسهم بأنفسهم فيه» في أفغانستان.