أعرب وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور عبدالله بن حمد بن إبراهيم الخلف، عن سروره واعتزازه وهو يشارك إخوانه المواطنين الاحتفال بذكرى اليوم الوطني للمملكة، وقال بهذه المناسبة السعيدة:-
إنه يوم للتأمل والوقوف مع النفس نقلب فيه صفحات تاريخ بلادنا منذ أن تأسست على يد الملك الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-، نستلهم القيم النبيلة، التي أرساها المؤسس الكبير، وعززها أبناؤه الملوك، وفي مقدمتها الحفاظ على القيم وحب الوطن والعطاء والوفاء والصدق والشجاعة والمثابرة، فهي التي صنعت يوم المجد، وبها يمكن أن نجعل كل أيام الوطن أيام مجد. وما أحوجنا الآن، أكثر من أي وقت سبق، إلى مزيد من التظافر والتماسك والانصهار، ومزيد من الولاء لقيادة مخلصة تستحق الولاء، ووطن غال نزهو به بين الأوطان.
ذكرى اليوم الوطني رمز للإنسان السعودي الذي يعيش فيه المجد والعزة بكل معانيها ويسعى إلى علم تصنيف به لبنه بناء في هذا الصرح الشامخ الذي شكل أنموذجاً يحتذيه الإنسان العربي في عالم يعج بالاضطرابات والتناقضات، يفخر كل سعودي بالوقوف في ذكرى الوطن ليتأمل ويستعيد أبعاد توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس الباني عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - وانعكاساتها على المجتمع السعودي اقتصاداً وأفراداً.
إن قصة حياة وجهاد وانتصارات الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - هي الملحمة وقصة الكفاح الفريدة، ذات الفصول المتعددة التي كتبت أحداثها بكل اللغات، لتصبح معجزة نادرة جرت أحداثها الأولى في منطقة نجد قلب الجزيرة النابض ومن ثم تمددت إلى أطرافها الشرقية عند ساحل الخليج العربي، لتصل غرباً إلى ساحل البحر الأحمر تضم أرض الحجاز مهد النبوة ومهبط الوحي ومقر الحرمين الشريفين وانطلقت في بسط سلطانها جنوباً إلى مناطق عسير وتهامة الجبلية والسهلية.
كانت عناية الله تحف القائد الباني فرسم لهذه البلاد خطاً مستقيماً وأرسى سياسة واضحة المعالم تركز على الاجتماع وتقريب العقول والنفوس ليعيش الناس بمختلف طبقاتهم في بوتقة المحبة، تجمعهم وحدة الوطن وقيادة الرشد وفق منهاج الإسلامي وأخوة العروبة، فكانت المملكة العربية السعودية الكيان الكبير الذي قاده أبناء الملك عبدالعزيز وحملوا المسؤولية من بعده مركز اهتمام المسلمين والعرب والعالم، تنافس في استحواذ وتطبيق أحدث التقنيات العالمية، وتتمسك بقيمها وثوابتها الإسلامية، لقد واصل أبناؤه الأبرار من بعده مسيرة البناء والنماء والازدهار، حتى بلغ العطاء ذروته، وبلغ المجد ذروته منذ تسلم دفة القيادة الرشيدة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يحفظه الله ويرعاه، وهو الذي حباه الله بزاد نادر وافر من الحكمة والحنكة وبعد النظر، إلى جانب ملكاته الإنسانية الرفيعة، التي جعلته بحق الملك الإنسان لمملكة الإنسانية.
وفي هذا اليوم الوطني العظيم لمملكتنا الغالي، نعيش المناسبة العزيزة ونتذكر الإنجازات التي شهدتها وتشهدها المملكة انطلاقاً من السياسات الراشدة التي يتنباها ويحرص عليها باستمرار خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، ونعيش التطور الهائل الذي نلمسه في كل المجالات وتلوح معالمه في كل مناطق البلاد وفي شتى الميادين، مما جعل التنمية الشاملة للمملكة هدفاً، تحقيقاً للعيش الكريم لأبناء الشعب السعودي، وسارت المملكة على طريق الخير والازدهار وتحقيق نهضة شاملة تعجز الأنس عن وصفها.