أنت تحب الأمير سلمان، وعندما يعرض له عارض ترغب بأن تعبِّر له عن حبك. ولمَ لا تحب سلمان... بل كيف يمكن ألاّ تحب هذا الرجل الذي يتابع أخبار الناس ويجاملهم في المسرات ويشد من أزرهم في الشدائد على اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم الاجتماعية. وهُوَ هوَ على هذا النهج من الود والعطف، منذ أن تسلّم إمارة منطقة الرياض عندما كان لا يزال في التاسعة عشرة من عمره. ولذلك استحق بجدارة لقب الأمير المحبوب. وقد كتبت مؤخراً مقالاً سطّرت فيه إعجابي بوفاء الأمير سلمان، يوم أن ترك الرياض وسافر ليكون إلى جانب أخيه الأمير سلطان أثناء رحلته العلاجية. وقد استطاع سموه أن يبعث في نفسي الدهشة والإعجاب من جديد. فأثناء سفره الأخير للعلاج لم ينقطع تواصله مع الناس، واستمر في تفقُّد أحوالهم، ومن على السرير الأبيض كان يهنئ هذا ويعزّي ذاك، حتى تشعر وكأنه موجود بيننا في الرياض. وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على صفاء وإخلاص حبه ووده للناس. حتى صار الأمر في سجيته ويصدر بشكل تلقائي وعفوي. لذلك، كان اهتمام سموه مرتبطاً دائماً بالأعمال المتصلة بالناس وهمومهم بشكل مباشر. والمتأمِّل بالمناشط التي يتابعها الأمير سلمان، يستطيع استكشاف الحسّ الإنساني الكبير الذي يتمتع به: فسموه له مساهمات كثيرة على هامش عمله الرسمي، ولكن يمكن أن تصنّف من أهمها في شقين أساسيين:
** التطوير العمراني والفكري - اللذان هما أساس حضارة الشعوب -: وذلك من خلال ترؤسه للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وشركة الرياض للتعمير، ومؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، ومكتبة الملك فهد الوطنية ودارة الملك عبد العزيز ومؤسسة الملك عبد العزيز الإسلامية.
** كل ما يتصل بشؤون الناس وهمومهم:
وذلك من خلال ترؤسه للجنة أصدقاء المرضى، ولمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، ولمركز الأمير سلمان الاجتماعي، ولجمعية البر، ولجنة أصدقاء الهلال الأحمر، ولمشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري، ولمشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج، وللجمعية الخيرية لرعاية الأيتام، ولجمعية رعاية مرضى الفشل الكلوي، ولجمعية المكفوفين الخيرية.
تستطيع أن تكتب الكثير عن قدرات هذه الشخصية العملاقة في الإدارة والسياسة. ولكني أعتقد بأنّ الجانب الإنساني الذي يتمتع به الأمير سلمان هو المفتاح الحقيقي لشخصيته. لذلك، فليس من المستغرب أن تجد أهل الرياض بخاصة وأهل المملكة بعامة يتابعون أخباره أولاً بأول. وقد كنت لا أدخل مجلساً خلال الأيام الماضية إلاّ وأخبار سموه تتصدّر أحاديث الناس.
فهنيئاً لسموه بهذا الحب الذي جناه ثمرة ما زرعه خلال سنوات طويلة من بذور الحب والمودة الصادقة مع عموم الناس.
نحمد الله على سلامته، وهنيئاً لنا به أميراً ووالداً وأخاً كبيراً لا تزدان الرياض إلاّ بوجوده.
عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية بالرياض