** صوموا لرؤيته.. وأفطروا لرؤيته.. هذا.. هو الدين.. فالصيام.. يكون برؤية الهلال وهكذا الفطر.. وهذا ما نعرفه.. وهذا ما نحن عليه بفضل الله تعالى.
** وفي السنوات الأخيرة.. سنوات الأبحاث والدراسات والمؤتمرات والندوات وورش العمل.. وسنوات التجديد والتحديث في كل شيء طُرح هذا الموضوع ونوقش أكثر من مرة..وفي أكثر من بلد إسلامي.. وأسفرت هذه المؤتمرات والندوات عن قرارات وتوصيات وآراء حول مسألة الأهلة والفطر والصيام.. حيث تحدثت هذه المؤتمرات عن الحسابات الفلكية وعن الرؤية وكيف تتم.. وعن الاستعانة بالمراصد الفلكية.. وعن أمور كثيرة طُرحت ونوقشت.. ولست هنا.. لأفتي في هذا الشأن.. فهذا مجال أهل العلم.. وقد قالوا كلمتهم ولم يقصروا.
** وقبل أيام.. شبَّه باحث فلكي إلى أن الرؤية التي سماها (رؤية تقليدية) تعتمد على طريقة حسابية وصفها أيضاً بالقديمة لترائي الهلال..
** يقول الخبر المنشور نبَّه الباحث الفلكي وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك خالد الزعاق.. إلى أن أهل الرؤية التقليديين.. وخاصة أهل سدير والغاط وشقراء.. يعتمدون طريقة حسابية قديمة ملخصها.. أن أحدهم ينظر إلى وقت ولادة الهلال ووقت غروب الشمس من الحسابات الفلكية.. ويستخرج القسمة بينهما بالدرجات.. بحيث أن كل ساعتين تمثلان درجة واحدة.. ويضرب الحاصل في أربعة والناتج هو مكث الهلال.
** وعند الترائي.. يتوهم أن الهلال سيمكث هذا المقدار من الزمن.. ويُهيأ له.. أنه رآه.. ويشيع أنه مكث بالمقدار والذي يستخرجه من ذهنه.. إلخ.. الخبر.
** فالباحث أو الفلكي «الزعاق» ينتقد الرؤية السابقة التي سرنا عليها سنين.. بل عقود.. وربما قرون.. واليوم أيضاً..
** هناك مطالبات لترك هذه الطرق كلها.. التي وصفوها بالتقليدية.
**وهناك أيضاً.. دعوات لاعتماد الحساب الفلكي.. الذي وصفوه بأنه مضبوط.. بدليل أنه يضبط الكسوف والخسوف بجزء من الثانية ولآلاف السنين القادمة.. وبدليل أيضاً.. أننا نعتمد عليه في الركن الثاني من أركان الإسلام وهي عمود الدين (الصلاة) فكيف لا نعتمد عليه في الصيام؟
** ويقولون.. لعل هذا أدق وأضبط وأحسن وأسلم وأبرأ للذمة.. ما دمنا نقدر على دخول الشهر بكل دقة.. وما دامت الأمور تطورت بهذا الشكل.
** المسألة هنا.. مسألة شرعية.. والكلام والفصل فيها.. لأهل العلم وليست مجالاً للاجتهادات الشخصية.
** كما أن الكلام فيها والبحث والكتابة فيها أمام العامة.. يُسبب المزيد من الببلة ويُشوش على الناس ولمن يستفيد منه أحد.
** وليت مثل هذه الأمور تُبحث في المحافل العلمية فقط.. وبين أهل العلم المختصين ويقتصر الحديث والحوار عليهم دون غيرهم.. فمسألة رؤية الهلال وضبط دخول الشهر ليست مسألة هينة بل هي من المسائل الكبار التي يُفترض ألا يتصدى لها.. إلا أهلها.
** كما ينبغي على الصحف.. أن تُغلق باب الحوار في هذا الشأن.. ولا تفسح المجال.. إلا للعلماء المعتبرين.. الذين يثق الناس فيهم.
** نحن مع المؤتمرات والندوات واللقاءات العلمية التي تقتصر على أهل العلم.. سواء كانوا شرعيين أو فلكيين أو غيرهم..
** لكننا ضد فتح المجال أمام الجميع أو النشر في هذا الشأن أمام الجميع.. فالعامة.. كل ما يهمهم. دخل الشهر أو خرج أما كيف ذلك.. فليس شأنهم.. بل شأن أهل العلم فقط.
|
|
مستعجل حوارات غير مقبولة.. حول رؤية الهلال.. عبد الرحمن السماري |
|