كل الثروات زائلة، وكل موارد البلدان تتناقص حتى تنقرض، إلا الإنسان، ابن الوطن الذي يعلو بهمته وعمله وفكره، وإن الوطن لينحدر ويتراجع بين الأوطان إذ لم يهتم بإعداد هذا الإنسان فكرياً وتربوياً وعلمياً.
هذا ما نسميه باستثمار الإنسان.. الاستثمار في الثروة التي لا تنضب.
هذا الاستثمار الذي جعلته القيادة السعودية نهجاً وإستراتيجية للتنمية المستدامة للإنسان السعودي.
استثمار تنوعت صوره وحالاته وتعددت اجتهادات المفكرين والتربويين، إلا أن الإبداع في عملية البناء العلمي والتربوي يفرض التنموية به والتعريف بإنجازاته ومخرجاته، وهو ما تحققه الآن جامعة الملك سعود التي أتحفت الوطن بالعديد من المبادرات الإيجابية التي أرست الكثير من لُبن التنمية وآخرها استحداث كلية السنة التحضيرية.
هذه الكلية -إن رفدت بكليات السنة التحضيرية في جميع الجامعات السعودية، وحسب ما شهدته من عرض لمناهجها وبرامجها التعليمية والتربوية وما تفضل به أساتذة عمداء الجامعة من شرح وتوضيح لمقاصد جامعة الملك سعود من خلال مبادرتها بإنشائها- ستعالج التشوهات التي طرأت على العملية التعليمية والتربوية التي أضعفت المستوى التعليمي للطلبة خريجي التعليم العام، وأوجدت سلبيات عديدة حاولت الجامعات معالجتها باستحداث وسائل وطرق كاللجوء للاختبارات للوقوف على المستوى الحقيقي للتحصيل العلمي للطلبة الخريجين.
كلية السنة التحضيرية التي بادرت بإنشائها جامعة الملك سعود والتي حذت حذوها ثماني جامعات سعودية لا تعالج فقط التشوهات التعليمية بل أيضا وحسب القراءة المتعمقة لمناهجها وبرامجها التعليمية والتربوية ستقدم منتجاً تعليمياً وعلمياً متقدماً يؤدي إلى مد المملكة بجيل من علماء المستقبل الذي يعزز نهج المملكة لترسيخ توجهها بمواصلة الاستثمار في تعليم الإنسان وتدريبه وتنمية قدراته وإمكانياته العلمية.
وكلية السنة التحضيرية في جامعة الملك سعود نواة لكليات المستقبل في مد المملكة بعلماء شبان ومهنيين ومتخصصين يتوافق تأهيلهم مع ما يحتاجه المجتمع الذي طرأت عليه متغيرات واحتياجات لابد وأن يقوم بها شباب الوطن بدلا من الاتكاء على الآخرين في تحقيق رغباته واحتياجاته.