فاصلة:
(كل امرئ في قضية ما لا يريد إلا رؤية اللون الذي يروقه)
- حكمة عالمية -
ليت وزارة التربية والتعليم لم تبرر عبر متحدثها الرسمي أسباب ورود أحد أسماء المعروف عنهم التشدد الديني في جملة مؤلفي المناهج الجديدة.
يقول المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم محمد الدخيني عبر بيان صحفي (إن الوزارة لا تعنيها الآراء الشخصية للمؤلفين والمراجعين، خارج سياق المقررات الدراسية، مضيفاً أن ورود أي اسم من أسماء المؤلفين في الطبعة التجريبية يأتي تقديراًمن الوزارة لدورهم المساند في البحث والمشاركة والتأليف والمراجعة) وحث العاملين في الميدان التربوي والمختصين والمهتمين على مراجعة الكتب الدراسية الحالية في مرحلتها التجريبية الموسعة، (أي رأي يرد إلينا سيتلقى بالقبول ويخضع للدراسة والمراجعة من اللجان الدائمة للمناهج والمقررات الدراسية).
أود أن نفهم كيف لا تهتم الوزارة بالآراء الشخصية لمؤلفي مناهجها؟
إن المؤلف لأي منهج لا بد أن يضع فكره فيه وهي عملية تتم أتوماتيكياً؛ لأن قناعات الإنسان لا يمكن أن تتغيّر بسهولة، والمؤلف حتى وإن لم يبتدع آراء من عنده فإن قناعاته تتضح في اختيار المعلومات والآراء المتفقة معها؛ لذلك كان من المهم عند تعديل المناهج أن يكون المؤلفون معتدلين في توجهاتهم وأفكارهم ليس فقط في المقررات الدينية، بل حتى مقررات اللغة العربية التي تعاني من تكريس النظرة الدونية للمرأة والعنصرية.
يا ليت الوزارة لم تبرر، بل اتخذت قراراً حاسماً بتنحية من هو معروف بتشدده كما عملت مع المعلمين المتشددين، فالمعلم ومؤلف المنهج يشتركان في تغذية عقول الطلاب بالأفكار المتشددة عن دين وسطي يتجلّى بالاعتدال والرحمة في كل تعاليمه ويمنع الغلو والتشدد.
ولذلك لن تعفى الوزارة من مسؤولية قبولها لأي من عناصر التشدد في لجان المناهج سواء عبر المؤلفين أو حتى المراجعين لهذه المناهج.
لقد عانت أجيال سابقة من القيم التي كرّست مفاهيم مغلوطة عن دور المرأة.