شخَّصت المملكة العربية السعودية العائق الذي يعترض طريق إحلال السلام في المنطقة العربية، وأكدت في كلمتها التي ألقاها وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ65 أن الاستعمار الإسرائيلي يكاد يكون هو الوحيد القائم في العالم في العصر الحاضر بعد انتهاء كل عهود الاستعمار وانحسار سياسة التفرقة العنصرية التي نبذتها البشرية، فيما لا يزال الإسرائيليون يمارسونها ويطبقونها في فلسطين.
هذا التشخيص مستند إلى الواقع والممارسات الإسرائيلية، التي جمعت كل أصناف الاستعمار من اقتصادي إلى استيطاني إلى احتلال مقيت واستيلاء على الأرض وموارد الوطن الذين احتلوه من ماء وخيرات، حتى الموروث الثقافي نسبوه إلى أقوامهم في تزوير فاضح للجغرافيا والتاريخ.
هذا الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي والهيمنة التسلطية يمارسهما الإسرائيليون دون أن يجدوا من يوقف غيهم وظلمهم الذي زاد عن حده.
وكما أوضحت المملكة في كلمتها أمام أكبر محفل دولي، يعمل من أجل إعادة الحقوق إلى أصحابها وإقرار السلام والأمن الدوليين، فإن أمام إسرائيل وحكومتها فرصة قد لا تتكرر لتعديل أفعالها وتحسين صورتها، وأن تعود إلى إنسانيتها.
هذه الفرصة توفرها المفاوضات المباشرة بينهم وبين الفلسطينيين، التي تحتاج إلى دعم ومساندة وليس إلى وضع العراقيل كالذي تقوم به حكومة إسرائيل من تركها أمر تجميد الاستيطان دون اتخاذ قرار واضح يوقف هذا العبث في الأراضي الفلسطينية التي تُعتبر - وهي كذلك - أراضي محتلة لا يجوز التصرف بها وإقامة مستعمرات لإسكان أقوام قادمين من خارج الحدود عليها.
التشخيص والتحديد الواقعي والعملي للاستعمار الإسرائيلي، كما أوضحتهما المملكة العربية السعودية في كلمتها، يتطلبان تحركاً دولياً من جميع أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ لإنهاء هذا التشويه في السلوك الإنساني المتمثل في بقاء أبشع عمل لا تزال بعض الدول والأنظمة تمارسه، المتمثل في الاستعمار والتفرقة العنصرية، وهما ما تقوم بهما إسرائيل متحدية كل البشرية، طاعنة بذلك القيم الأخلاقية والإنسانية.
* * *