انقسم المجتمع الرياضي المحلي وحتى غير المحلي في تفسير بيان الاحتجاج الاتحادي على قرار تأجيل مباراة الهلال والاتحاد في دوري زين؛ فبينما رأى البعض أن الغضب الاتحادي الذي أفضى للاحتجاج مرده إلى أن القرار قد فوّت الفرصة على الاتحاد (المتصدر) لملاقاة الهلال الذي يعاني إجهادا كبيرا بسبب ضغط المشاركات المحلية والآسيوية، ويعاني غياب أكثر من نجم بسبب الإصابة، ويحمل هذا التفسير إشارة إلى عدم ثقة الاتحاديين بفريقهم، واعترافًا منهم بعدم قدرته على مواجهة الهلال عندما يكون الزعيم مكتملاً وبعافيته، يرى آخرون أن الاحتجاج الاتحادي مرده إلى الرغبة الاتحادية في تعطيل مسيرة الهلال الآسيوية من خلال مضاعفة إجهاده وزيادة عدد مصابيه والرغبة في عدم منحه فرصة للراحة والتقاط الأنفاس قبل مواجهة ذوب هان الإيراني الأسبوع القادم.
هكذا قرأ الوسط الرياضي البيان الاتحادي. وبصراحة لا يمكن قراءة ذلك البيان بغير إحدى هاتين الصورتين؛ فصياغة البيان لم تمنح من يقرؤه الفرصة بأن يفسره بشكل غير ذلك.
وأجزم بأن الإدارة الاتحادية تشعر حاليًا بحراجة موقفها أمام الرأي العام الرياضي بعد صدور ذلك البيان المؤسف، كما تشعر بفداحة خطئها بانجرافها وراء مدير مركزها الإعلامي تجاه المنافسين، الذي أحرجها في إصدار ذلك البيان الهزيل في فكرته ومضمونه والهدف من ورائه.
ومَنْ يعرف إدارة نادي الاتحاد التي يقف على رأس هرمها المهندس إبراهيم علوان ونائبه الأستاذ محمد اليامي يجزم بأنه قد تم أحرجها بذلك البيان المتهافت؛ فتلك الأسماء الراقية في وعيها وثقافتها لا يمكن أن تقبل بأن تقف أمام الرأي في مثل هذا الموقف المحرج جدًّا أمام القيادة الرياضية وأمام كل الرياضيين بمختلف ميولهم.
ومهما حاول الاتحاديون تجميل صورة البيان من خلال تفسيرات وتأويلات تستخف بعقول المتابعين وتتذاكى عليهم فلن ينجحوا؛ فالرمح كما يُقال على أول ركزه، ورمح البيان الجارح ارتد على أصحابه وركز في قلب سمعة العميد، ولم يعد بالإمكان انتزاعه وركزه في موقع آخر يحسن الصورة التي تم تشويهها أو يرفع الحرج عن وجه العميد.